للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ, فَقَالَ اللَّهُ: بَدَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:

(وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ) بكسر الميم الإنماطي السلمي البصري قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ) الأزدي البصري الثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، واختلط في آخر عمره، لكنه لم يسمع أحد منه في اختلاط شيئًا (١)، واحتج به الجماعة ولم يخرج له المؤلف عن قتادة إلا أحاديث يسيرة توبع فيها (٢).

(عَنِ الْحَسَنِ (٣)) البصري قال: (حَدَّثَنَا جُنْدَبٌ) هو ابن عبدالله بن سفيان البجلي - رضي الله عنه - (فِى هَذَا الْمَسْجِدِ) الظاهر أنه مسجد البصرة (فَمَا نَسِينَا) أشار بذلك إلى تحققه وتيقنه لما حدث به وقرب عهده به واستمرار ذكره له (وَمَا نَخَافُ أَنْ يَكْذِبَ جُنْدَبٌ عَنِ النَّبِىِّ) وفي رواية على النبي (- صلى الله عليه وسلم -) وعلى أوضح يقال: كذب عليه، وأما رواية: عن، فعلى معنى النقل (٤).

وفيه: إشارة إلى أن الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم عدول, وأن الكذب مأمون من قبلهم, خصوصًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(قَالَ: كَانَ بِرَجُلٍ) فيمن كان قبلكم, قال الحافظ العسقلاني: لم أقف على تسمية هذا الرجل (٥) (جِرَاحٌ) بكسر الجيم، ويروي: خُراج بضم الخاء المعجمة وتخفيف الراء، في اصطلاح


(١) تقريب التهذيب (ص: ١٣٨) (٨٩٥).
(٢) فتح الباري (١/ ٣٩٥)، كما في صحيح البخاري برقم (٢٥٠٤)، (٢٥٢٦)، (٥٠٤٥)، (٥٩٠٧).
(٣) الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة، هو رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين، تهذيب الكمال (٦/ ٩٥) (١٢١٦)، وتقريب التهذيب (ص: ١٠٦) (١٢٢٧).
(٤) عمدة القاري (٨/ ١٩٢).
(٥) فتح الباري (٣/ ٢٢٧).