للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ (١)) هو ابن غبلان، الغين المعجمة، وقد مر في باب النوم قبل العشاء قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) هو ابن همام قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشد (عَنِ ابن طَاوُسٍ (٢)) عبدالله (عَنْ أَبِيهِ (٣)) طاوس بن كيسان.

(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ) لم يرفع الحديث ههنا (٤) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلذلك عابه الإسماعيلي، ولكن رفعه في أحاديث الأنبياء - عليهم السلام - (٥) على ما سيجيء.

(أُرْسِلَ) على البناء للمفعول (مَلَكُ الْمَوْتِ) بالرفع على أنه نائب عن الفاعل؛ أي: أرسل الله ملك الموت (إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ -) في صورة آدمي اختبارًا وابتلاء كابتلاء الخليل بالأمر (٦) بذبح ولده، ولم يبعث الله إليه ملك الموت وهو يريد قبض روحه حينئذ، ولو أراد ذلك لكان ما أراد حين لطم، (فَلَمَّا جَاءَهُ) ظنه آدمي حقيقة تسور عليه منزله بغير إذنه ليوقع به مكروهًا.

(صَكَّهُ) بالصاد المهملة أي: لطمه على عينه التي ركبت في الصور البشرية التي جاءه فيها دون الصورة الملكية ففقأها، كما صرح به مسلم في روايته (٧)، ويدل عليه قوله الآتي هنا: "فرد الله عز وجل عينه" ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الرسول فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذنه (٨). ومحال أن يعلم موسى - عليه السلام - أنه ملك الموت ويفقأ عينه.


(١) هو: محمود بن غيلان العدوي، مولاهم أبو أحمد المروزي، نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، وقيل بعد ذلك، تقريب التهذيب (١/ ٥٢٢) (٦٥٠٣).
(٢) هو: عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، أبو محمد، ثقة فاضل عابد، من السادسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، تقريب التهذيب (ص: ٣٠٨) (٣٣٩٧).
(٣) هو: طاوس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الحميري، مولاهم الفارسي يقال اسمه ذكوان وطاوس لقب، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة ست ومائة وقيل بعد ذلك، تريب التهذيب (ص: ٢٨١) (٢٩٩٦).
(٤) [هنا] في ب
(٥) صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعد (٤/ ١٥٧) (٣٤٠٧).
(٦) [بالأمر] سقط من ب.
(٧) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى - صلى الله عليه وسلم - (٤/ ١٨٤٢) (٢٣٧٢).
(٨) سنن الترمذي، أبواب الاستئذان والآداب، باب من اطلع في دار قوم بغير إذنهم (٥/ ٦٤) (٢٧٠٨) وقال: هذا حديث حسن صحيح.