للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقال: ويحك أما علمت ما أصاب صاحب بني اسرائيل، كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقارض، فنهاهم فعذب في قبره" أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه (١).

ومنها حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم شديد الحر ببقيع الغرقد قال: وكان الناس يمشون خلفه. قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه. فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين قال: فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من دفنتم ههنا اليوم. قالوا: فلان وفلان. قالوا: يا نبي الله وما ذاك؟ قال: أما أحدهما: فكان لا يتنزه من البول، وأما الأخر: فكان يمشي بالنميمة. وأخذ جريدة رطبة فشقها، ثم جعلها على القبرين. قالوا: يا نبي الله، لم فعلت هذا؟ قال: ليخففن عنهما (٢). قالوا: يا نبي الله، حتى متى هما يعذبان؟ قال: غيب لا يعلمه إلا الله. ولولا تمزع قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع" رواه أحمد واللفظ له وابن ماجة (٣)، ومنها غير ما ذكر.

والجواب عن استدلالهم بقوله تعالى {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: ٥٦] أن ذلك وصف لأهل الجنة والضمير في "فيها" للجنة أي: لا يذوقون أهل الجنة في الجنة الموت فلا


(١) سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب الاستبراء من البول (١/ ٦) (٢٢) *السنن الكبرى للنسائي، كتاب الطهارة البول إلى الشيء يستتر به (١/ ٨٢) (٢٦). * سنن ابن ماجة، كتاب الطهارة وسننها، باب التشديد في البول (١/ ١٢٤) (٣٤٦) * صحيح ابن حبان، كتاب الجنائز، فصل في أحوال الميت في قبره (٧/ ٣٩٧) (٣١٢٧) كلهم من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة. إسناد صحيح رجاله ثقات.
(٢) [قالوا: يا نبي الله لم فعلت هذا؟ قال: ليخففن عنهما] سقط من ب.
(٣) مسند الإمام أحمد بن حنبل، تتمة مسند الأنصار، حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو (٣٦/ ٦٢٥) (٢٢٢٩٢) من طريق أبي المغيرة، عن معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة. وأخرجه ابن ماجه، افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب من كره أن يوطأ عقباه (١/ ٩٠) (٢٤٥)، من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، إسناده ضعيف من أجل علي بن يزيد: قال ابن حجر في "التقريب" (ص: ٤٠٦) (٤٨١٧): ضعيف.