للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

- رضي الله عنها - شيئًا (١)، وقال ابن وضاح: ولا أدركها وإنما يروي عن أبي سلمة عنها، قال: وكذلك أسنده مسلم وغمز عليه الدارقطني قال: ولا يصح إلا مرسلًا عن أبي النضر عن عائشة - رضي الله عنها - (٢)؛ لأنه قد خالف في ذلك رجلين حافظين مالكًا والماجشون روياه عن أبي النضر عن عائشة - رضي الله عنها - (٣). والله اعلم.

ثم إنه استدل بحديث النجاشي الشافعي وأحمد ومن تبعهما على مشروعية الصلاة على الميت الغائب عن البلد. قالوا: وهو سنة في حق من كان غائبًا عن بلد الميت إذا كان في بلد وفاته قد أسقطوا فرض الصلاة عليه (٤).

وأما من لم يحصل فرض الصلاة عليه في بلد وفاته كالمسلم يموت في بلد المشركين، وليس فيه مسلم، فإنه يجب على أهل الإسلام الصلاة عليه، كما في قصة النجاشي فإنه رجل مسلم قد آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدقه على نبوته إلا أنه كان يكتم إيمانه، والمسلم إذا مات يجب على المسلمين أن يصلوا عليه إلا أنه كان بين ظهراني أهل الكفر ولم يكن يحضر موته من يقوم بحقه في الصلاة عليه، فلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل ذلك؛ إذ هو نبيه ووليه وأحق الناس به فهذا - والله أعلم- هو السبب الذي دعاه إلى الصلاة عليه بظهر الغيب.

فإذا صلوا عليه استقبلوا القبلة ولم يتوجبوا إلى بلد الميت إن كان في غير جبهة القبلة قاله الخطابي (٥).


(١) التمهيد (٢١/ ٢١٦).
(٢) العلل الواردة في الأحاديث النبوية، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى: ٣٨٥ هـ)، تحقيق وتخريج: محفوظ الرحمن زين الله السلفي. الناشر: دار طيبة - الرياض. الطبعة: الأولى ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م (١٤/ ٣٠٦).
(٣) أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب، أبو الخطاب عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي (المتوفى: ٦٣٣ هـ) تحقيق: محمد زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة: الأولى ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م، وعمدة القاري (٨/ ١١٨).
(٤) المحلى بالآثار (٣/ ٣٦٣). والمجموع (٥/ ٢٠٥). وفتح العزيز بشرح الوجيز (٥/ ١٩١).
(٥) معالم السنن، (١/ ٣١٠_٣١١).