للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك) بكسر الكاف (إن رأيتن ذلك) بكسر الكاف -أيضًا- خطابًا لأم عطية؛ لأنها كانت الغاسلة (بماء وسدر، واجْعَلْنَ في) الغسلة

(الآخرة كافورًا؛ فإذا فرغتن، فآذنني قالت) أم عطية (فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه) بفتح الحاء وكسرها، أي: إزاره.

(فقال: أشعرنها إياه) أي: اجعلنه شعارًا لها، قال أيوب: (ولم يزد) أي: ابن سيرين، وفي رواية، ولم تزد بالفوقية، أي: أم عطية (١) (على ذلك) بخلاف حفصة أخته؛ فإنها زادت في روايتها عن أم عطية - رضي الله عنها - أشياء منها البداءة بالميامن ومواضع الوضوء، قال أيوب أيضًا: (ولا أدري أي بناته - صلى الله عليه وسلم -) كانت المغسولة؛ فأي مبتدأ محذوف الخبر، ولا ينافي هذا ما قاله آخرون: إنها زينب إذ عدم علمه لا ينافي علم الغير (وزعم) أيوب (أن الإشعار) هو اللف؛ فمعنى قوله: اشعرنها (الففنها فيه) أمر من الإلفاف؛ فذكر الإشعار الذي هو المصدر، ثم فسره بصيغة الأمر طلبًا للاختصار، ولا التباس فيه للقرينة الدالة على ذلك (وكذلك كان ابن سيرين) محمد، وكان أعلم التابعين بعلم الموتى (يأمر بالمرأة أن تُشعر) بضم أوله وفتح ثالثه على البناء للمجهول، أي: تلف (ولا تؤزر) (٢) بضم التاء، وسكون الهمزة، وفتح الزاي المخففة، ويروى بفتح الهمزة، وتشديد الزاي: من التأزير، أي: ولا يجعل الشعار عليها مثل الإزار؛ لأنَّ الإزار لا يعم البدن بخلاف الشعار (٣).


(١) المصدر السابق (٢/ ٣٨٧).
(٢) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب: كيف الإشعار للميت؟ (٢/ ٧٥)، (١٢٦١) *صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب في غسل الميت (٢/ ٦٤٦)، (٩٣٩).
(٣) عمدة القاري (٨/ ٤٧)، وفتح الباري (٣/ ١٣٣).