للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(فَقَالَ) له أبو بكر - رضي الله عنه - (اجْلِسْ، فَأَبَى) أن يجلس لما حصل له من الدهشة والحزن، (فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -؛ فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَتَرَكُوا عُمَرَ) وفي رواية للمؤلف: "أن عمر - رضي الله عنه - قام يقول، والله ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فجاءَهُ أبو بكر - رضي الله عنه -؛ فكشف عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقبله، فقال: بأبي وأمي طبت حيًّا وميتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدًا، ثم خرج، فقال: أيها الحالف على رِسلك_ بكسر الراء، أي: على مهلك؛ فلما تكلم أبو بكر - رضي الله عنه - جلس عمر - رضي الله عنه -، فحمد اللهَ أبو بكر، وأثنى عليه" (١) الحديث.

(فَقَالَ) أبو بكر - رضي الله عنه - (أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قال الله -عز وجل- (٢): {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}) [آل عمران: ١٤٤]، فسيخلو كما خلوا، وكما أن أتباعهم بقوا متمسكين بدينهم بعد خلوهم، فعليكم أن تتمسكوا بدينه بعد خلوه؛ لأن الغرض من بعثة الرسول تبليغ الرسالة وإلزام الحجة؛ لا وجوده بين أظهر قومه.

[٨٨ أ/س]

وسقط في رواية قوله: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (٣) إلَى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: ١٤٤] يعني تلا قوله -تعالى-: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: ١٤٤]، الفاء متعلقة للجملة الشرطية بالجملة قبلها، وهي قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} على معنى التسبيب، والهمزة لإنكار أن يجعلوا خلو الرسل قبله/ سببا لانقلابهم على أعقابهم بعد هلاكه بموت أو قتل، مع علمهم أن خلو الرسل قبله وبقاء دينهم متمسكًا به يجب أن يجعل سببًا


(١) صحيح البخاري: كتاب أصحاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، باب قول النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو كنت متخذا خليلا» (٥/ ٦)، (٣٦٦٧).
(٢) قال الله تعالى في البخاري.
(٣) إرشاد الساري (٢/ ٣٧٦).