للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يأتي من مقالة الشاب هنا (١)، فلولا قوله: من الأنصار، لساغ أن يفسر المبهم بابن عباس - رضي الله عنهما - لكن لا مانع من تعدد المُثْنِين عليه، مع اتحاد جواب لهم (٢).

[٢٨٨ أ/ص]

(فَقَالَ: أَبْشِرْ) بقطع الهمزة (يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ /بِبُشْرَى اللَّهِ، كَانَ لَكَ مِنَ الْقِدَمِ) بكسر القاف وفتح الدال المهملة ويروي بفتح القاف، أي: سابقة أمر، ومنزلة رفيعة. وسميت قدمًا؛ لأن السبق بها، كما سميت النعمة يدًا، لأنها تعطي باليد، وفي القاموس: القَدَم، محرَّكةً، السّابقة في الأمر، كالقُدمَة بالضم، وكعِنَب (٣).

وقال الحافظ العسقلاني: بالفتح بمعنى الفضل, وبالكسر بمعنى السبق. انتهى (٤). ويقال: لفلان قدم صدق أي: أثره حسنة. ولو صحت الرواية بالكسر فالمعنى صحيح أيضًا.

(فِى الإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ) على صيغة البناء للمفعول مخاطبًا (فَعَدَلْتَ) في الرعية (ثُمَّ) جاءتك (الشَّهَادَةُ) وحصلت لك (بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ) فارتفاع الشهادة، على أنه فاعل فعل محذوف.

وذلك أنه قتله علج يسمى فيروز وكنيته أبو لؤلؤة، وكان غلامًا للمغيرة بن شعبة، وكان يدَّعي الإسلام، وسببه أنه قال لعمر - رضي الله عنه -: ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي؟ قال: كم خراجك؟ قال: دينار في كل شهر. قال: ما أرى أن أفعل، إنك عامل محسن وما هذا بكثير، فغضب منه، فلما خرج عمر - رضي الله عنه - إلى الناس لصلاة الصبح جاء فطعنه بسكين مسمومة ذات طرفين فقتله (٥).

وقال الواقدي: طعن عمر - رضي الله عنه - يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين, ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين, وكان عمره يوم مات ستين سنة,


(١) ورد في الطبقات الكبرى، ذكر استخلاف عمر (٣/ ٢٦٧). بهذا اللفظ: "أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي وعبيد الله بن موسى عن مسعر عن سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: قلت لعمر: مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح، وفعل بك وفعل. فقال: لوددت أني أنجو منه لا أجر ولا وزر".
(٢) فتح الباري (٧/ ٦٥).
(٣) القاموس المحيط (١/ ١١٤٧).
(٤) فتح الباري (٧/ ٦٥).
(٥) الاستيعاب في معرفة الأصحاب، عمر بن الخطاب- أمير المؤمنين رضى الله عنه (٣/ ١١٥٤).