للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتعقِّب بأنه لو كان كذلك لم يكن لقوله: فأبواه يهودانه. . . إلى آخره- معنى؛ لأنهما فعلا به ما هو الفطرة التي ولد عليها فينافي في التَّمثيل بحالة البهيمة (١). والظاهر أن المراد من الفطرة هو الإسلام كما مر التفصيل في ذلك المقام.

[٢٧٦ أ/س]

(فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) أي: إذا تقرّر ذلك /فمن تغيّر كان بسبب أبويه؛ إما بتعليمهما إياه, أو ترغيبهما فيه, أو كونه تبعًا لهما في الدين يقتضي أن يكون حكمه حكمهما.

(كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ) بفتح الميم والمثلثة (تُنْتَجُ) على صيغة البناء للمفعول أي: تلد (الْبَهِيمَةَ) بالنصب على المفعولية يقال: نتجت الناقة على صيغة مالم يسم فاعله, وأنتج الرجل ناقته إنتاجًا. وزاد في الرواية المتقدمة: "بهيمة جمعاء" (٢) أي: لم يذهب من بدنها شيء؛ سميت بذلك لاجتماع أعضائها (هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة وبالمد, مقطوعة الأذن, وهو في موضع الحال؛ أي: مقولًا في حقها ذلك، والمعنى: يهوِّدان المولود بعد أن خلق على الفطرة شبيهًا بالبهيمة التي جدعت بعد أن خلقت سليمة فيكون قوله: " كمثل إلخ" حالًا من ضمير "يهودانه" المنصوب, أو المعنى: يغيرانه تغييرًا مثل تغييرهم البهيمة السليمة, فيكون قوله: " كمثل إلخ" صفة مصدر محذوف, وقد تنازعت الأفعال الثلاثة في "كمثل" على التقديرين (٣).


(١) فتح الباري (٣/ ٢٤٩).
(٢) في: باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟.
(٣) فتح الباري (٣/ ٢٥٠)