للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال محمد رشيد رضا: في تفسير قوله تعالى {وَيسْعَونَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا}؛ والفساد ضد الصّلاح، فكل ما يخرج عن وضعه الذي يكون به صالحا نافعا، يقال إنه قد فسد، ومن عمل عملا كان سببا لفساد شيء من الأشياء يقال إنه أفسده، فإزالة الأمن على الأنفس، ... أو الأموال، أو الأعراض، ومعارضة تنفيذ الشريعة العادلة وإقامتها كل ذلك إفساد في الأرض، روى عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد أن الفساد هنا الزنا، والسرقة، وقتل النفس، ... وإهلاك

الحرث والنسل، وكل هذه الأعمال من الفساد في الأرض ". (١)

قال الشنقيطي: " اعلم أن جمهور العلماء يثبتون حكم المحاربة في الأمصار والطرق على السواء، لعموم قوله تعالى {وَيْسَعْونَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} وممن قال بهذا الأوزاعي، والليث بن سعد، وهو مذهب الشافعي، ومالك .. قال مالك في الذي يغتال الرجل فيخدعه، حتى يدخله بيتا فيقتله ويأخذ ما معه، إن هذه محاربة، ودمه إلى السلطان، لا إلى وليّ المقتول، فلا اعتبار بعفوه عنه في إسقاط القتل". (٢)

وقد تقدم في هذا البحث كلام مالك في الموطأ في قتل المسلم بالكافر في الغِيلة، وتعليل ابن عبد البر: أن ذلك من باب المحاربة وقطع السبيل، وقول الزرقاني إن ذلك لأجل الفساد.

ومما سبق يتضح للباحث أن الاغتيالات من الإفساد في الأرض للآتي:

- عموم اللفظ في اللغة والتفسير.

- " ذكر أهل التفسير أن الفساد في القرآن على سبعة أوجه .. منها القتل:

{أَتَذَرُ مُوْسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} (٣) أراد: ليقتلوا أهل مصر.

{إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ} (٤) أي: بقتل الناس.

{أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} (٥) أي: (بالقتل) ". (٦)


(١) تفسير المنار: محمد رشيد رضا، ج ٦، ص ٢٩٠.
(٢) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي، دار الفكر: بيروت، ط () ١٤١٥ هـ-١٩٩٥ م، ج ١، ص ٣٩٧.
(٣) الأعراف (١٢٧).
(٤) الكهف (٩٤).
(٥) غافر (٢٦).
(٦) نزهة الأعين النواظر: ابن الجوزي، ص ٤٧٠.

<<  <   >  >>