للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

فإن من القواصم التي ابتليت بها مجتمعاتنا اليوم "الاغتيالات". ... هذا الدّاء الذي استرخص الدماء، وأهدر حرمة الأنفس المعصومة، وهتك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، واستحل الدماء والأموال والأعراض وأحدث في المجتمع المسلم شرا وتقتيلا بدوافع مختلفة: دينية أو سياسية أو مذهبية أو عرقية أو غيرها.

إنها فتنة العصر، فما من بلد إلا وتجرّع مرارة هذا الداء وعصفت به رياح هذه الفتنة. وما نراه في عالمنا العربي من اغتيالات وتفجيرات تدلّ أعظم الدلالة على هذا الخطر الماحق، خاصة وأنه في بعض صورِه لبس لباس الدّين والشريعة وهما منه براء وفي هذا المطلب يحاول الباحث تعريف الاغتيالات وحكم الشريعة الإسلامية فيها من خلال نصوص الوحيين وأقوال أهل العلم المعتبرين وذلك من خلال الآتي:

أولاً: تعريف الاغتيالات لغة واصطلاحا.

البند الأول: تعريف الاغتيالات لغة.

الاغتيالات من اغتال: إذا قتل غداراً، وغاله: أهلكه، كاغتاله، وأخذه من حيث لم يدر، واغتاله: قتله على غرة.

والاسم منه الغيلة، وهي فعلة من الاغتيال، وفي حديث الدّعاء، "وأعوذ بك أن اغتال من تحتي"، أي أُدْهى من حيث لا أُشعرْ يريد به الخسف. (١)

والغيلة بالكسر: الخديعة والاغتيال، وقتل فلان غِيلة؛ أي خدعة، وهو أن يخدعه فيذهبه إلى موضعٍ فإذا صار إليه قتله، وقد اغتيل.

وفي حديث ابن عمر أنَ صبيا قتل بصنعاء غيلة، فقتل بهِ عمر سَبعة، أي في خفية، واغْتيال ... وهو أن يُخدع ويقتل في موضعٍ لا يراه فيه أحد. (٢)

ومنها الغول: وهو اغتال الإنسان فأهلكه؛ فهو غول، والعرب تسمي كل داهية غولا على التهويل والتعظيم. (٣) والغول: الخيانة. (٤)


(١) المصباح المنير: الفيومي، ج ٢، ص ٤٥٧، ولسان العرب: ابن منظور، ج ١١، ص ٥١٠، والنهاية في غريب الأثر: ابن الجزري، ج ٣، ص ٧٥٧، والقاموس المحيط: الفيروزآبادي ص ١٣٤٤.
(٢) لسان العرب: ابن منظور ج ١١، ص ٥١٠، وتاج العروس: الزبيدي، ج ٣٠، ص ١٣٨.
(٣) الكليات: أبو البقاء الكفوي، ص ١٠٥٣، والمصباح المنير: ج ٣٠، ص ١٢٩.
(٤) تاج العروس: الزبيدي، ج ٣٠، ص ١٣٣.

<<  <   >  >>