وكذا يُطلق وصف: السيدة والشريفة ـ على قِلَّة فيما يبدو ـ وقد ذُكِرا في القرن السابع وما بعده.
ولا فرق بين لقب الشريف والسيِّد، فيُطلقان عُرفاً على ذرية الحسن، وذرية الحسين، وقد فرَّق بعض المتأخرين في إطلاق هذين اللقبين:
فجعلُوا لقبَ «الشريف» على ذرية الحسن، ولَقَبَ «السيِّد» على ذرية الحسين. (١)
ذكر ذلك الشرواني الشافعي (ت ١٣٠١ هـ)، والنبهاني (ت ١٣٥٠ هـ) عن أهل الحجاز فقط. وقد أنكر العلماء هذا التفريق، وهو تفريق مُحْدَث، بل هو باطل لا يصح إن كان القصدُ منه أن يكون كلُّ لقَبٍ محدوداً فيما أُطلِقَ عليه لا يتجاوزه، فلا يطلق الشريف على ذرية الحسين، ولا السيد على ذرية الحسن.
فالعلماء السابقون من قرون متطاولة يطلقون اللفظين على ذرية الاثنين الحسن والحسين دون تفريق، تجد ذلك في كتب التراجم وغيرها، وكذلك الصكوك والوصايا المحفوظة لدى الهاشميين.
فلا فرق بين اللقبين، ولكلِّ بلَدٍ اصطلاحٌ وعُرْفٌ، ولا مُشاحَّةَ في
(١) على فرض صحة التفريق، كان الأولى أن يكون لقب السيد على ذرية الحسن؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسن: «إن ابني هذا سيِّد، ولعل الله أنْ يُصْلِحَ بهِ بَين فئتين عظيمتين من المسلمين». أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (٢٧٠٤)، و (٣٦٢٩)، و (٣٧٤٦)، و (٧١٠٩).