للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمسلمين (١)، وكان ملهمًا مقدامًا شجاعًا قويًّا لا تأخذه في الله لومة لائم، وهو أول من لقب بأمير المؤمنين (٢)، وأول من وضع التاريخ الهجري، وافق ربه في عدة آيات؛ منها: اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، وآية الحجاب، وأسارى بدر (٣).

تولى الخلافة في السنة التي توفي فيها أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، فكان خير خلف لخير سلف، فقام بالأمر أتم قيام، وفتح بلاد الشام وكرمان وسجستان، وأصفهان ونواحيها، ومناقبه كثيرة، - رضي الله عنه -.

وقد جاء في فضله أحاديث منها: ما جاء في «الصحيحين» عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» (٤).

وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) أخرج البخاري (٣٦٨٤) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر».
(٢) الاستيعاب لابن عبد البر (٢/ ٤٦٦ - ٤٦٧).
(٣) أخرج البخاري (٤٢)، (٤٤٨٣) وغيره عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة:١٢٥] وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب, واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن, فنزلت هذه الآية. وأخرج مسلم (٢٣٩٩) عن ابن عمر قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر.
(٤) أخرجه البخاري رقم (٣٤٨٠)، ومسلم رقم (٢٣٩٦).

<<  <   >  >>