للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: ألا يتخلل ذلك ردة، فإذا تخلل ذلك ردة فليس بصحابي؛ لحبوط فضل الصحبة بالردة، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:٦٥].

نستفيد من هذه الآية أن جميع الأعمال تحبط بالشرك والردة، ويدخل في ذلك الصحبة وما فيها من الفضل، والبخاري يقول: «من المسلمين» والمرتد ليس من المسلمين.

ولهذا عَرَّف بعض أهل العلم الصحابي بتعريف أدق فقال: «هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك»، وقولنا: «من لقي» يشمل من صحبه صلى الله عليه وسلم، ويشمل أيضا من رآه ولو لحظة واحدة, ويشمل أيضًا من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعمى.

- المسألة الثانية: ما حكم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد ثم أسلم؟

إذا كان إسلامه بعد الردة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو صحابي؛ لأنه رجع وتاب ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وتحقق فيه الشرط، أما الرؤية الأولى فإنها حبطت بالشرك والردة، وهذا مفهوم قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:٦٥].

- المسألة الثالثة: ما حكم مَن رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما مات وقبل أن يدفن؟

وقد حدث هذا لرجل جاء من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحوز شرف الصُّحبة، فلما قَدِم إلى المدينة إذا بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يصله.

فهذا لا يحظى بشرف الصُّحبة؛ لأنه يشترط أن تكون هذه الرؤية

<<  <   >  >>