للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجلس أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خليفته في أمته بإشارته صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة عليه، فيأتيه من يقول له: انزل من على منبرنا فإنه مجلس أبينا وجدنا فلا يتردد أبو بكر في اعترافه بالحق فيقول: نعم إنه مجلس أبيك ولا يكتفي بدل الغضب بالاعتراف الصريح بل يرفع الغلام المنحني له العاتب عليه في حجره ويبكي وما أبكته كلمة الحسن وإنما أبكاه فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتفطن أبو الحسن لتصرف ولده الصغير الذي آلمه فقد جده الذي كان يجلس على منبره فيأتيه فيجلسه معه عليه فيقول لأبي بكر: انزل عن مجلس أبي وهي كلمة مثيرة للغاية ولو كانت من صبي صغير لا يعقل، إذ قد يظن أن الغلام مدفوع لأن يقول هذا وهو ما جعل أبا الحسن رضي الله عنهما يقول لأبي بكر مقسما له بالله تعالى أن هذا ما صدر عن أمره، وإنما هو من تصرف الحسن فقط، وعرف أبو بكر نفسية ابن عم رسول الله وخاف أن يظن به غير رحابة الصدر وسلامة النية وطيب الطوية فبادر بتصديقه، ونفي التهمة عليه بقوله: صدقت وو الله ما أتهمك.

ولنكتف في الاستشهاد على حلم أبي بكر وتواضعه بهذا الذي أسلفنا ونحن نعلم أن كمال أبي بكر النفسي الذي نظمه في سلك الدعاة الصالحين ولا يأتي عليه قول ولا تتسع له الصفحات مهما كبرت وطالت.

حسن سياسته: