يقول ربنا سبحانه:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً} ٦٨، ٦٩: النحل، فوحي الله سبحانه للنحل هو ما أودعه في فطرة النحل من غرائز ومواهب وملكات سواها وأبدعها الذي أبدع كل شيء، وهو كذلك تسخير النحل لهذا النشاط النافع والسعي الدائب والنظام الرائع، ليكون من ذلك إنعام على الناس ومنافع للناس، وآية من آيات الله للناس، يقول ابن كثير [٣٢] في تفسير الآية الكريمة: "المراد بالوحي هنا: الإلهام والهداية، والإرشاد للنحل أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوى إليها ومن الشجرط ويقول الزمخشري [٣٣] : "الإيحاء إلى النحل إلهامها والقذف في قلوبها وتعليمها على وجه هو أعلم به لا سبيل لأحد إلى الوقوف عليه وإلا فنيقتها [٣٤] في صنعها ولطفها في تدبير أمرها، وإصابتها فيما يصلحها: دلائل بينة شاهدة على أن الله أودعها علما بذلك، وفطنها كما أولى أولي العقول عقولهم ".
وإذا كان النص القرآني الكريم ورد بالوحي إلى النحل فليس ذلك فيما نرى قاصرا على النحل بل إن الله تبارك وتعالى قد ألهم كل مخلوقاته ما تستقيم به حيواتها، أو يتم للإنسان به تسخيرها وبسط هذه الفكرة يحتاج إلى كتاب قائم برأسه في علوم الأحياء والكائنات، كما قيل: