أما الزمخشري [١٩] فيقول: "وأومنت بالوحي إليها، ووعدت ما يسليها ويملأها غبطة وسرورا..فلما ألح فرعون في طلب الولدان أوحى الله إليها فألقته في أليم.. "وعبارة البيضاوي [٢٠] هي نفس عبارة أبي السعود وتقرب منها عبارة الجلال المحلي [٢١] حيث يقول: "وحي إلهام أو منام".
أما القرطبي [٢٢] فيفصل الأقوال في المسألة حيث يقول: "واختلف في هذا الوحي إلى أم موسى فقالت فرقه: كان قولا في منامها، وقال قتادة: كان إلهاما، وقالت فرقة: كان الملك يمثل لها. قال مقاتل: أتاها جبريل بذلك، فعلى هذا هو وحي إعلام لا إلهام، وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية "واحتج القرطبي بروايات صحيحة عن تكليم الملائكة لبعض الناس من غير نبوة..
ونقل أبن منظور في لسان العرب [٢٣] من الأقوال ما هو جدير بأن يذكر "قال الأزهري: "وقول الله عز وجل {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى} .. الوحي ها هنا إلقاء الله في قلبها، قال: وما بعد هذا يدل والله أعلم على أنه وحي من الله على جهة الإعلام للضمان لها {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} وقيل إن معنى الوحي ها هنا الإلهام، وجائز أن يلقي الله في قلبها أنه مردود إليها وأنه يكون مرسلا ولكن الإعلام أبين في معنى الوحي ها هنا"ويرجح أنه وحي أعلام قوله سبحانه:{إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} ..٣٨ ٣٩: طه.
والذي نميل إليه ونرجحه ويعين سياق الآية ومنطوقها عليه: أن الوحي إلى أم موسى كان وحي إعلام، لا وحي إلهام.