للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما يتأيد ما ذكره النووي أيضاً بما قال أهل اللغة في تفسير بعض الأحاديث الواردة فيه: قال صاحب النهاية:" من السنن العشر الإنتضاح بالماء "وهو أن يأخذ قليلاً من الماء فيرش به مذاكيره بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس وقد نضح عليه الماء ونضح به إذا رش عليه [١٥٩] .

وقال صاحب اللسان: استنضح الرجل وانتضح: نضح شيئاً من ماء على فرجه بعد الوضوء، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عد عشر خلال من السنة وذكر فيها الإنتضاح بالماء. وهو: "أن يأخذ ماء قليلاً فينضح به مذاكيره ومُؤْتَزَرَه بعد فراغه من الوضوء لينفي بذلك عنه الوسواس " [١٦٠] .

إذا ثبت هذا أقول: استحب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة أن يرش على الفرج أو ما حول من إزار أو سروال أو ثوب؛ قليلاً من الماء ليقطع بذلك وسوسة الشيطان. قال حنبل: سألت أحمد، قلت: أتوضأ واستبرئ وأجد في نفسي قد أحدثت بعده. قال:"إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفاً من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله " [١٦١] .

الخصلة الثالثة من خصال الفطرة: غسل البراجم:

وقد ورد في الأمر بتنقية البراجم من الأوساخ عند الطهارة للصلاة وغيرها، فقد أخرج ابن عدي من حديث أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعامد البراجم عند الوضوء، وذلك لأن الوسخ إليها سريع.. الحديث". قال العراقي:" إسناده ضعيف " [١٦٢] لكن له شواهد من حديث عائشة عند مسلم المذكور في صدر البحث.

وللترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث عبد الله بن يسر رفعه:"قصوا أظفاركم، وادفنوا قلائمكم، وتقّوا براجمكم "وفيه عمر بن بلال وهو غير معروف [١٦٣] .

كما روى أحمد في المسند من حديث ابن عباس:"أنه قيل له: يا رسول الله لقد أبطأ عنك جبريل. فقال: "ولم لا يبطئ عني وأنتم لا تستنّون ولا تقلّمون أظفاركم ولا تقصون شواربكم ولا تتقون رواجبكم " [١٦٤] .