هذا الذي يخيفهم فقط، إنه الإسلام ويقظة المسلمين وعودتهم إليه. وخوفهم من الإسلام ويقظة المسلمين ليس على مصالحهم في العالم الإسلامي فحسب، بل حتى وجودهم في بلادهم. ومن ثم فهم يحذرون كل تحرك للمسلمين ويرقبونه ويرصدونه كل حركة أو دعوة إسلامية ترمي لإيقاظ هذا العملاق النائم لتوحيد أعضائه وربطها بقلبه ويتتبعون أخبارها وليس هذا فقط، بل يهتمون ويغتمون لقيام كل شخصية أو داعية إسلامي يصيح في المسلمين ليستيقظوا من غفلتهم ويعودوا إلى ربهم -سبحانه - ويتمسكوا بكتاب ربهم - سبحانه - وسنة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ويرجعوا إلى وحداتهم، ومن ثم فهم يبذلون جهوداً ضخمة للتخلص منه ومن دعوته بشتى الوسائل والأساليب، وإن كانوا اليوم وبعد تجارب كثيرة يفضلون أن يكون التخلص منه على أيدي أبناء المسلمين حتى لا يشكل ذلك ردة فعل عند المسلمين ويحدث الذي يخشونه من عودة المسلمين إلى كتاب ربهم -سبحانه - وسنة نبيهم - عليه الصلاة والسلام - ولذلك نجدهم يخططون لهذا ويعبرون عن ذلك بقولهم "علينا أن نخرج من المسلمين من يتولى حرب الإسلام، لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد فروعها".ومن هنا وجدنا كيف أوعزت الدوائر الاستعمارية الصليبية لربيب نعمتها محمد علي باشا (الذي يسمونه بالكبير) أن يزحف على الدرعية بالسلاح الذي زودته به أوروبا وبالتدريب العسكري الذي دربت جنوده عليه. ولكن هذا كله تم باسم الباب العالي أو قل باسم خليفة المسلمين، وبصرف النظر عن الملابسات الأخرى، لكن المهم هو أنهم ما أن عرفوا حقيقة دعوة مجدد الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى - حتى أقامهم ذلك وأقعدهم وملأ قلوبهم رعباً، وراحوا يسعون سعياً حثيثاً لإجهاض هذه الحركة الإسلامية العظيمة التي تروم العودة بالمسلمين إلى الكتاب والسنة مما كان لها آثارها العظيمة ولله الحمد في إعادة المسلمين إلى كتاب ربهم - سبحانه - وسنة نبيهم - عليه الصلاة والسلام -