للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذلك: ما روي عن الإمام أحمد أنه قال في الأحاديث"إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا "، و"أنه يضع قدمه " وما أشبه ذلك: "نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى (١) ، ولا نرد شيئاً منها، ونعلم أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم حق إذا كانت بأسانيد صحيحة ". وقال أيضاً: "يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول " وقال: "المشبهة تقول بصر كبصري ويد كيدي وقدم كقدمي، ومن قال ذلك فقد شبه الله بخلقه " (٢) .

وقال نعيم بن حماد (٣) : "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه". (٤)


(١) مراده بقوله (ولا معنى) أي لا نتأوله كما تأولته الجهمية وإنما معناه تلاوته والإقرار بما دل عليه لفظه فإن هذا مذهب السلف فقد روى اللالكائي بسنده عن الزهري ومكحول أنهما كانا يقولان: ((أمروا الأحاديث كما جاءت)) وروى عن سفيان بن عيينة انه قال: ((كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل)) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٣/٤٣٠
(٢) إبطال التأويلات للقاضي أبي يعلى (١/٤٥) .
(٣) نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي، أبو عبد الله، الإمام، العلامة، الحافظ. أول من جمع المسند في الحديث. توفي سنة ٢٢٨هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ١٠/٥٩٥-٦١٢.
(٤) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (٣/٥٣٢) ، شرح الطحاوية (ص٦٦) .