للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصبحت مسؤوليتنا بعد ذلك هي العمل على تصحيح مسار الإنسانية ورسم طريق المستقبل لها بهدي من هذه العقيدة السمحة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كافة وأزال بها جميع الفوارق "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"، وهكذا سمت الأخوة الإسلامية فوق كل اعتبار واتضحت أبعاد المسؤولية الملقاة على عاتقنا وأصبح الطريق واضحاً جلياً من خلال هذه العقيدة العظيمة ومن خلال العودة إليها والتمسك بها وتطبيقها" (١) .

في كلمة خادم الحرمين الشريفين السابقة توجيه عقدي وتربوي في آن واحد، حيث يؤكد - حفظه الله - على تحمل مسؤولية الدعوة من خلال العقيدة الإسلامية ومن ثم فهي مسؤولية الناس جميعاً في التمسك بها والعمل بها وتطبيقها، كما أنها توجيه تربوي للمعلمين والمتعلمين على السواء من أجل العمل بها وعدم الحياد عنها.

(٥) التمسك بمبادئ العقيدة الإسلامية:

يرشدنا خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - بضرورة التمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة من الكلمة التي ألقاها في وفود حجاج بيت الله الحرام في العاشر من ذي الحجة عام ألف وأربعمائة واثنين من الهجرة قائلاً:

"العالم الإسلامي يمر بمرحلة من أخطر مراحله والعدو يتربص بنا من كل جانب ومن الواجب أن ندرك أبعاد هذه الأمور الخطيرة ولن يتأتى ذلك إلا بجمع كلمتنا وتوحيد صفوفنا والتمسك بمبادئ عقيدتنا السمحة وبذلك تكون قوتنا قوة للخير تعمل على خدمة الإسلام" (٢) .

هذا التوجيه العقدي والتربوي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين إلى أبناء الأمة المسلمة يدل على حرصه على مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة تمسكاً وعملاً بها لأن في ذلك الخير الذي يعود على الإسلام والمسلمين.

(٦) استخدام التقنية الحديثة خاضع للعقيدة الإسلامية:


(١) المرجع السابق، ص٣٧،٣٨.
(٢) المرجع السابق، ص٤٣.