خريطة منقولة عن دائرة المعارف اليهودية تبيّن التوزيع الديني في أوربا عام ٩٠٠ ميلادية، وفي وسطها تظهر امبراطورية الخزر اليهودية، التي دامت ثلاثة قرون، وكانت كبرى دول اليهود في التاريخ ولا تمت بأية صلة عرقية إلى دولتي "إسرائيل ويهوذا "التاريخيتين على أرض فلسطين.
والحقيقة أنَّ من يزعمون أنفسهم (يهودا) المتحدرين تاريخياً من سلالة الخزر يشكلون أكثر من ٩٢% بالمائة من جميع من يسمون أنفسهم (يهودا) في كل مكان من العالم اليوم، والخزر الآسيويون الذين أنشأوا مملكة الخزر في أوروبا الشرقية أصبحوا يسمون أنفسهم (يهودا) بالتحول والاعتناق سنة (٧٢٠م) ، وهؤلاء لم تطأ أقدام أجدادهم قط (الأرض المقدسة) في تاريخ العهد القديم، هذه حقيقة تاريخية لا تقبل جدلاً.
ويؤيد ذلك معظم الباحثين في علوم الإنسان والآثار والتاريخ المختصون بموضوع خزر أمس ويهود اليوم [٤٨] .
وإن حرص اليهود المعاصرين - الذين بيّنا حقيقة أصلهم ونسبهم - على الانتساب- كذباً وزوراً وبهتاناً - إلى نسل بني إسرائيل القدماء، لتكون لهم حجة ودليلٌ لتعزيز ادعائهم الباطل بأن لهم حقاً تأريخياً ودينياً في أرض فلسطين، وهو ما سنبين بطلانه إن شاء الله تعالى في الأكذوبة الثالثة من أكاذيب اليهود وأساطيرهم.
المطلب الثالث: زعمهم أن لهم حقاً تاريخياً ودينياً في فلسطين
يدعي اليهود أن لهم حقوقاً تاريخية في فلسطين لأن أجدادهم سكنوها فترة من الزمن، بدءاً بإبراهيم وإسحاق ويعقوب، ومروراً بموسى ويوشع بن نون عليهم الصلاة والسلام، وإقامة مملكتهم زمن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، وانتهاءاً بطرد آخر يهودي من بيت المقدس في عصر التشرد والتشتت اليهودي الذي بدء عام ٧٠م.