حاسمة وهي أن الدعوى العنصرية التي يجاهر بها اليهود من ناحية وأعداء اليهود من ناحية أخرى ليست إلا ادعاءً خرافياً من نسج الخيال" [٤٤] .
ولو أردنا معرفة حقيقة الكثرة الغالبة من اليهود المعاصرين في فلسطين المحتلة وخاصة الطبقة الحاكمة في إسرائيل من السياسيين وكبار القادة العسكريين وأقطاب الصهيونية الحديثة، لوجدنا أنهم ينتمون إلى يهود الأشكناز [٤٥] وهم أحفاد الخزر الذين كانوا في جنوب روسيا واعتنقوا الديانة اليهودية في القرنين السابع والثامن الميلادي.
وعن هؤلاء الخزر تقول الموسوعة اليهودية طبعة ١٩٠٣م في المجلد الرابع ص١-٥ ما يأتي:
"الخزر: شعب تركي الأصل تمتزج حياته وتاريخه بالبداية الأولى لتاريخ يهود روسيا ... أكرهته القبائل البدوية في السهول من جهة، ودفعه توقه إلى السلب والانتقام من جهة أخرى ... على توطيد أسس مملكة الخزر في معظم أجزاء روسيا الجنوبية، قبل قيام الفارنجيين (سنة ٨٥٥م) بتأسيس الملكية الروسية ... في هذا الوقت (٨٥٥م) كانت مملكة الخزر في أوج قوتها تخوض غمار حروب دائمة ... وعند نهاية القرن الثامن ... تحوّل ملك الخزر ونبلاؤه وعدد كبير من شعبه الوثنيين إلى الديانة اليهودية ... كان عدد السكان اليهود ضخما في جميع أنحاء مقاطعة الخزر، خلال الفترة الواقعة بين القرن السابع والقرن العاشر ... بدا عند حوالي القرن التاسع، أن جميع الخزر أصبحوا يهودا، وأنهم اعتنقوا اليهودية قبل وقت قصير فقط" [٤٦]
إن مملكة الخزر اليهودية التي قامت في جنوب روسيا -بمنطقة القوقاز فيما بين نهري الفولجا والدون- استمرت لمدة قرنين تقريباً وكان اسم عاصمتها (إتل) وسقطت على يد أمراء (كييف) الروس في الفترة بين سنة ٩٦٤ و٩٧٣م، ودامت لهم ولاية في القرم نصف قرن آخر إلى سنة ١٠١٦م [٤٧] .