للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرج الشيخان (١) بسنديهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.

واللفظ للبخاري، وذكره ابن كثير في التفسير.

قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى {يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذَابِ} بينه بقوله بعده {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ..} الآية (٢) .

وقال الطبري: حدثنا به العباس بن الوليد الآملي وتميم المنتصر الواسطي قالا: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الأصبغ بن زيد (الجهني) قال: حدثنا القاسم ابن أبي أيوب قال: حدثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم خليله- أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا، وائتمروا وأجمعوا أمرا على أن يبعث رجالا معهم الشفار، يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه، ففعلوا فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم، وأن يذبحون، قال: توشكون أن تفنوا بني إسرائيل، فتصيروا إلى أن تباشروا من الأعمال والخدمة ما كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر، فتقل أبناؤهم، ودعوا عاما، فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان، فولدته علانية آمنة، حتى إذا كان القابل حملت بموسي (٣) .

ورجاله ثقات إلا الأصبغ صدوق يغرب والخبر ليس من غرائبه لأنه روي من طرق أخرى (٤) وغالبا ما يكون من أخبار أهل الكتاب (٥) ولكن لا ضير لأن هذا الخبر من قبيل المسكوت عنه فلا نصدقه ولا نكذبه ونسوقه لا اعتقادا بسلامته من التحريف وإنما للتوسع في باب الأخبار والاستشهاد والاعتبار، والإسناد صحيح إلى ابن عباس.

قوله تعالى {وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِن رَّبكُم عَظِيم}