للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن المؤمل أن تضاعف الأندية الثقافية والرياضية من الوقت المخصص لهذا القطاع العريض من المجتمع من خلال الإكثار من عقد الندوات وإلقاء المحاضرات التي تتصل بالشباب ومشكلاتهم ورغباتهم فضلاً عن الجوانب ذات الصلة بسلوكياتهم في هذه المرحلة الحساسة من عمر الإنسان.

وعلى ضوء ذلك تتبين ضرورة العناية بكافة المؤثرات الاجتماعية والثقافية التي يتفاعل معها الإنسان في محيط البيئة التي يعيش فيها.

٥/ ٢ العوامل الثانوية:

تعد العوامل التي سبق عرضها العوامل الأساسية المؤثرة في النمو وفيمايلي العوامل الأخرى التي تأتي في مرتبتها تالية للعوامل الأساسية والتي نطلق عليها تجاوزاً لعوامل الثانوية، ولا نقصد بالثانوية أنها قليلة الأهمية بل هي ذات أهمية بالغة في النمو الإنساني.

٥/ ٢/ ١ العمر الزمني للوالدين:

يشير بوجات P. Baujat وهو أحد المهتمين بالنمو النفسي إلى تأثر حياة الإنسان بالعمر الزمني لوالديه من حيث طول فترة العمر حيث يقول: "إن الأطفال الذين يولدون من زوجين في ريعان الشباب يعيشون أطول من الذين يولدون من زوجين يقتربان من مرحلة الشيخوخة" (١) .

وقد أيّد الدكتور فؤاد البهي السيد ما أشار إليه بوجات حيث قال: "وبذلك فاحتمال زيادة مدى حياة الأبناء تقل تبعاً لزيادة الترتيب الميلادي للطفل أي أن مدى حياة الطفل الأولى أكبر من مدى حياة الطفل الأخير".

إن الحقيقة الثابتة التي لا تقبل الجدل هي أن عمر الإنسان قد حدد من لدن الله عز وجل الذي يقول في كتابه الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٢) .