للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢١- ومنها ما روى البخاري - أيضا - في باب التقنع، من كتاب اللباس [٦٤٢] (حدثنا) [٦٤٣] إبراهيم بن موسى، (أخبرنا) [٦٤٤] هشام [٦٤٥] ، عن معمر [٦٤٦] (عن الزهري، عن عروة) عن عائشة [٦٤٧]- رضي الله عنها - قالت: "هاجر ناس من المسلمين [٦٤٨] إلى الحبشة، وتجهز أبو بكر - رضي الله عنة - مهاجرا، (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي" [٦٤٩] . فقال أبو بكر- رضي الله عنه -: "أو ترجوه, بأبي أنت؟ "قال: "نعم"، فحبس أبو بكر - رضي الله عنه - نفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصحبه، وعلف راحلتين"كانتا عنده، ورق السمر أربعة أشهر..."الحديث.

فقوله في هذه الرواية: "إلى الحبشة"وهم من بعض الرواة، أو سبق قلم [٦٥٠] ، وصوابه "إلى المدينة". كما في سائر الروايات في غير هذا الموضع في الصحيحين [٦٥١] ، وغيرهما [٦٥٢] . والله أعلم.

٢٢- ومنها ما ذكره البخاري في كتاب الزكاة [٦٥٣] ، عقيب حديث ابن عمر: "فيما سقت السماء والعيون، أو كان عثريا، العشر ... " الحديث.

قال: "هذا تفسير الأول [٦٥٤] ، لأنه لم يوقت في الأول - يعني حديث ابن عمر - "فيما سقت السماء العشر"، وبيّن في هذا ووقّت، والزيادة مقبولة، والمفسر يقضي على المبهم إذا رواه أهل الثبث، كما روى الفضل ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل في الكعبة" وقال بلال: "قد صلى" فأخذ بقول بلال، وترك قول الفضل [٦٥٥] .

قلت: المشهور في الروايات أن الذي نفى كون النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى داخل الكعبة أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -، وعنه روى عبد الله بن عباس ذلك [٦٥٦] . وأما رواية الفضل فرواها محمد بن سعد، في كتاب الطبقات قال: "أنا موسى بن داود [٦٥٧] ، أنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل البيت فكان [٦٥٨] يسبح ويكبر ويدعو ولا يركع ".