الإسلام في عمله". فكتب بذلك الوليد إلى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان ذلك بسبب هجرته - رضي الله عنه -، فهذا يقتضي أن إسلامه كان بعد عمرة القضاء، وكانت بعد خيبر قطعا، وقال محمد بن إسحاق في سيرته [٦٢٢] ، رواية يزيد البكائي عنه: "حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن حبيب بن أبي أوس قال:"حدثني عمرو بن العاص من فيه، فذكر قصة ذهابه إلى النجاشي، وما جرى له معه، ومبايعته إياه على الإسلام، إلى أن قال: "ثم خرجت عامدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسلم، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح (من مكة)[٦٢٣] . فقلت: أين يا أبا سليمان؟ فقال:"والله لقد استقام المنسم [٦٢٤] ، وإن الرجل لنبي (أذهب)[٦٢٥] والله فأسلم، فحتى متى؟ "قال: فقلت: "والله ما جئت إلا لأسلم"[٦٢٦] . قال: فقدمنا المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم خالد بن الوليد، فأسلم وبايع ". وذكر بقية الحديث، وهو صحيح لتصريح ابن إسحاق فيه بالتحديث، ويزيد بن أبي حبيب مسند عن كبار رجال الصحيحين، وحبيب، وراشد مولاه، ذكرهما ابن حبان في الثقات [٦٢٧] ، ولم (يضعفها)[٦٢٨] أحد، فهذا سند ثابت، يقتضي صحة ما ذكره الحافظ الدمياطي، وأن إسلام خالد كان في أوّل سنة ثمان، لأن فتح مكة، كان في شهر رمضان من سنة ثمان [٦٢٩] ، وإذا كان لم يسلم إلا يومئذ، فلم يشهد غزوة خيبر، ولهذا قال ابن عبد البر- بعد كلامه المتقدم -: "لا يصح لخالد بن الوليد - رضي الله عنه - مشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الفتح [٦٣٠] ، (وقد)[٦٣١] تبين بهذا كله, أن قول من قال: عن خالد في هذا الحديث: "غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر"[٦٣٢] ، لا أصل له. والله أعلم.