للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُلاحَظ أن حديث عمر وأبي بكر وأبي هريرة وجابر قد اقتصرت على قضية التوحيد، ولم تتعرض لغيرها. ولعل السبب في ذلك شدة اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه القضية بحيث أنه يحدثهم بها المرة تلو المرة مقتصراً عليها تنبيهاً منه لهم على عظمتها وأهميتها وإدراكا منه صلوات الله وسلامه عليه أنهم يفهمون أن كل أمور الإسلام من مقتضياتها ومستلزماتها وحقوقها خصوصا أركان الإسلام والإيمان.

أقول: وبسبب اقتصار الرسول صلى الله عليه وسلم على ما يتعلق بالعقيدة كان استدلال عمر بهذا القدر وكان جواب أبي بكر في تأييد موقفه بقياس الزكاة على الصلاة "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ... "ولو كان يحفظ ما رواه ابن عمر لاستدل به رأسا، ولو كان عمر يحفظ ما رواه ابنه لما اعترض على أبي بكر ولو كان الحاضرون وفيهم أبو هريرة يحفظون ما رواه ابن عمر لذكروا الشيخين به، ولعل السر هو ما أشرنا إليه شدة اهتمام الرسول بالعقيدة وإشادته بها وكثرة حديثه عنها.

ولما كان أبرز جانب وأهمه فيما جاء به الأنبياء من تعاليم ربانية هو توحيد الإلهية، وكان هو في الواقع أعظم قضايا الصراع مع كل أعداء الأنبياء.