للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد أن قال موسى وهارون عليهما السلام لفرعون: إنا رسول رب العالمين، وبعد محاورة موسى لفرعون (قد سبق بيانها وتفصيلها في الرسالة التاسعة من هذه الرسائل حين تحدثت عن استفهام (ألم نربك فينا وليدا) بعد ذلك {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} فأجابه موسى {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} فلما سمع فرعون هذا الجواب التفت إلى من حوله من أشراف قومه ورؤساء دولته قائلا: {أَلا تَسْتَمِعُونَ} وهو استفهام تهكّم واستهزاء بموسى عليه السلام وتكذيب له فيما قاله وتعجيب لمن حوله من جواب موسى عليه السلام الدال على أنّ لهم إلها غير فرعون.

الاستفهام السابع: (ألا يظن) في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} . الآيات: (١-٦) من سورة المطففين.

في هذه الآيات الكريمة يتوعد الله سبحانه وتعالى بالعذاب الشديد المطففين الذين إذا استوفوا حقهم من الناس بالمكيال يستوفونه وافراً تاماً، وإذا أدّوا حق الناس الذي هو عليهم، إذا أدّوا بالمكيال أو الميزان أنقصوا في الكيل والوزن ولم يعطوهم حقوقهم كاملة.