تمييز (كم) الخبرية يكون مجرورا ويكون مفردا وجمعا. وذهب الخضراوي والشلوبين إلى أن (كم) إذا انتصب تمييزها التزم فيه الإفراد. لأن العرب التزمته في كل تمييز منصوب [٤١] .
رابعاً: وهو يرفض بعض الآراء بعد أن يقف عندها مليّا ثم يعرضها على منطق تفكيره وميزان عقله ثم يرفضها ويردها بالحجة القوية والدليل الواضح. مثال ذلك:
. ذهب بعض النحاة إلى جواز إضافة الصفة إلى الموصوف نحو: كريم زيدٍ أي زيد الكريم وأنكر ذلك أبو علي، وقال: العرب لا تقول: قائم زيد، ولا قاعد عمرو. ويريدون: زيد القائم وعمرو القاعد، قال ابن هشام الخضراوي: وقد جاء الذي منعه أبو علي في قول الشاعر:
حج بأسفل ذي الحجاز نزول
وكأن عافية النسور عليهم
وإنما أراد النسور العافية [٤٢] .
. جوّز الكوفيون جمع الصفة المؤنثة التي لا تقبل التاء جمع مذكر سالم واستشهدوا بقول أبي قيس بن رفاعة:
والعانسون ومنا المرد والشيب
منَّا الذي هو ما إن طُرَّ شاربه
وقول الشاعر:
جلائل أسودين وأحمرينا
فما وجدت نساء بنى نزار
والبيتان عند البصريين من النادر الذي لا يقاس عليه. قال الخضراوي:
عادة الكوفيين إذا سمعوا لفظا في شعر أو نادر كلام جعلوه بابا أو فصلا، وليس بالجيد [٤٣] .
خامسا: وهو ذو مكانة علمية مرموقة، فالنحاة يثقون في علمه وفيما ينقله عن العلماء، وحسبنا أن كتابه (الإفصاح) يعد أحد المصادر المهمة التي نهل منها أبو حيان والسيوطي وابن هشام المصري وغيرهم وللتدليل على ذلك نذكر ما يلي:
. (رُبَّ) عند البصريين حرف. وعند الكوفيين وابن الطراوة اسم، وهي تفيد التقليل. ونقل في (الإفصاح) أنها للتكثير قال بذلك جماعة منهم صاحب العين وابن درستويه [٤٤] .
. إذا وقع بعد شبه الجملة مرفوع، فإن تقدمها نفي أو موصوف أو موصول نحو: