ولذلك توجد في هذه القطع المتجاورات من الأرض بساتين وحدائق فيها العنب والزرع والنخيل والصنوان [١٨] المتماثل وغير المتماثل وتلك الأصناف المختلفة تكون في القطعة الواحدة من تلك الأرض وهي تسقى بماء واحد، ومع ذلك يأتي الخلاف الكبير في ثمارها، فمنها الحلو ومنها المر، كما أنها تأتي مختلفة الألوان والأحجام فمنها الأحمر ومنها الأصفر، ومنها الأبيض، ومنها الكبير ومنها الصغير، فمن الذي أعطى كل مخلوق في هذه القطعة شكله ولونه غير القدرة الإلهية التي منحت الحلو حلاوته وأعطت الحامض طعمه، إذ لو كان الأمر أمر طبيعة وأنه ينشأ عن طبيعة الأشياء لما وجد هذا الاختلاف الواسع، إن في ذلك آيات لمن كان واعيا، بل إن هذا من أعظم الدلالات على الفاعل المختار الذي بقدرته وإرادته فاوت بين الأشياء ونوع بينها ولذلك ختمت الآية بالإشارة إلى أن تلك الأمور المختلفة الناتجة عن شيء واحد آيات لقوم يعقلون حجج الله وآياته في مخلوقاته.