للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما حمل أحمد من دار الخلافة إلى دار إسحاق بن إبراهيم وهو صائم أتوه بسويق ليفطر من الضعف الذي أصابه فامتنع وأتم صومه، وحين حضرت الصلاة صلى معهم فقيل له صليت في دمك، فقال صلى عمر وجرحه ينصب دما، ولما أقيم ليضرب السياط انقطعت تكة سراويله فخشي أن تنكشف عورته فحرك شفتيه بالدعاء، فعادت سراويله كما كانت، وما حرك به شفتيه هو قوله: يا غياث المستغيثين يا إله العالمين إن كنت تعلم أني قائم لك بحق فلا تهتك لي عورة. وقيل له يوما ادع الله تعالى لنا فقال اللهم إنك تعلم أنك على أكثر مما نحب فاجعلنا على ما تحب دائما وسكت. فقيل له زدنا فقال اللهم إنا نسألك بالقدرة التي قلت للسماوات والأرض إيتيا طوعا أو كرها فقالتا أتينا طائعين اللهم وفقنا لمرضاتك. اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ونعوذ بك من الذل إلا لك. اللهم لا تكثر فنطغى، ولا تقل علينا فنسيء، وهب لنا من رحمتك وسعة رزقك ما يكون بلاغا لنا في دنيانا، وغنى من فضلك.

وقال صالح ولده كان أبي لا يدع أحدا يسقي له الماء ليتوضأ رمى بالدلو فخرج ملآن فقال الحمد لله، فقلت له يا أبت ما الفائدة بذلك؟ فقال يا بني أما سمعت قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} .

وعن مظاهر كماله نقول: