للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَرَّةِ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ بِمَا وَقَعَ قَالَ: وَاقَوْمَاهُ. ثُمَّ دَعَا الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ فَقَالَ لَهُ: تَرَى مَا لَقِيَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَمَا الرَّأْيُ الَّذِي يُجْبِرُهُمْ؟ قَالَ: الطَّعَامُ وَالْأَعْطِيَةُ. فَأَمَرَ بِحَمْلِ الطَّعَامِ إِلَيْهِمْ، وَأَفَاضَ عَلَيْهِمْ أَعْطِيَتَهُ. وَهَذَا خِلَافُ مَا ذَكَرَهُ كَذَبَةُ الرَّوَافِضِ عَنْهُ مِنْ أَنَّهُ شَمِتَ بِهِمْ وَشَفَى بِقَتْلِهِمْ، وَأَنَّهُ أَنْشَدَ - إِمَّا ذِكْرًا وَإِمَّا أَثَرًا - شِعْرَ ابْنِ الزِّبَعْرَى الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ بَسَّامٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ يُنْشِدُ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ:

إِنَّهَا بَيْنَ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ … حِينَ تَنْمِي وَبَيْنَ عَبْدِ مَنَافِ

وَلَهَا فِي الْمُطَيَّبِينَ جُدُودٌ … ثُمَّ نَالَتْ مَكَارِمَ الْأَخْلَافِ

بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ أَكْرَمُ مَنْ يَمْ … شِي بِنَعْلٍ عَلَى التُّرَابِ وَحَافِي

لَنْ تَرَاهَا عَلَى التَّبَذُّلِ وَالْغِلْ … ظَةِ إِلَّا كَدُرَّةِ الْأَصْدَافِ

وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي عَمِّي مُصَعَبٌ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ:

آبَ هَذَا الْهَمُّ فَاكْتَنَعَا … وَأَمَرَّ النَّوْمُ فَامْتَنَعَا

رَاعِيًا لِلنَّجْمِ أَرْقُبُهُ … فَإِذَا مَا كَوْكَبٌ طَلَعَا

<<  <  ج: ص:  >  >>