للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِاللَّهِ أَيْنَ النَّاصِرُ الْمَلِكُ الَّذِي … لِلَّهِ خَالِصَةً صَفَتْ نِيَّاتُهُ

أَيْنَ الَّذِي مَا زَالَ سُلْطَانًا لَنَا … يُرْجَى نَدَاهُ وَتُتَّقَى سَطَوَاتُهُ

أَيْنَ الَّذِي شَرُفَ الزَّمَانُ بِفَضْلِهِ … وَسَمَتْ عَلَى الْفُضَلَاءِ تَشْرِيفَاتُهُ

أَيْنَ الَّذِي عَنَتِ الْفِرِنْجُ لِبَأْسِهِ … ذُلًّا وَمِنْهَا أُدْرِكَتْ ثَارَاتُهُ

أَغْلَالُ أَعْنَاقِ الْعِدَا أَسْيَافُهُ … أَطْوَاقُ أَجْيَادِ الْوَرَى مِنَّاتُهُ

وَلِلْعِمَادِ الْكَاتِبِ فِي الْمَلِكِ النَّاصِرِ يَرْثِيهِ:

مَنْ لِلْعُلَا مَنْ لِلذُّرَى مَنْ لِلْهُدَى … يَحْمِيهِ مَنْ لِلْبَأْسِ مَنْ لِلنَّائِلِ

طَلَبَ الْبَقَاءَ لِمُلْكِهِ فِي آجِلٍ … إِذْ لَمْ يَثِقْ بِبَقَاءِ مُلْكٍ عَاجِلِ

بَحْرٌ أَعَادَ الْبَرَّ بَحْرًا بِرُّهُ … وَبِسَيْفِهِ فُتِحَتْ بِلَادُ السَّاحِلِ

مَنْ كَانَ أَهْلُ الْحَقِّ فِي أَيَّامِهِ … وَبِعِزِّهِ يُرْدُونَ أَهْلَ الْبَاطِلِ

وَفُتُوحُهُ وَالْقُدْسُ مِنْ أَبْكَارِهَا … أَبْقَتْ لَهُ فَضْلًا بِغَيْرِ مُسَاجِلِ

مَا كُنْتُ أَسْتَسْقِي لِقَبْرِكَ وَابِلًا … وَرَأَيْتُ جُودَكَ مُخْجِلًا لِلْوَابِلِ

فَسَقَاكَ رِضْوَانُ الْإِلَهِ لِأَنَّنِي … لَا أَرْتَضِي سُقْيَا الْغَمَامِ الْهَاطِلِ

ذِكْرُ تَرِكَتِهِ، وَشَيْءٌ مِنْ تَرْجَمَتِهِ

قَالَ الْعِمَادُ وَغَيْرُهُ: لَمْ يَتْرُكْ فِي خِزَانَتِهِ مِنَ الذَّهَبِ سِوَى جُرْمٍ وَاحِدٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>