بِاللَّهِ أَيْنَ النَّاصِرُ الْمَلِكُ الَّذِي … لِلَّهِ خَالِصَةً صَفَتْ نِيَّاتُهُ
أَيْنَ الَّذِي مَا زَالَ سُلْطَانًا لَنَا … يُرْجَى نَدَاهُ وَتُتَّقَى سَطَوَاتُهُ
أَيْنَ الَّذِي شَرُفَ الزَّمَانُ بِفَضْلِهِ … وَسَمَتْ عَلَى الْفُضَلَاءِ تَشْرِيفَاتُهُ
أَيْنَ الَّذِي عَنَتِ الْفِرِنْجُ لِبَأْسِهِ … ذُلًّا وَمِنْهَا أُدْرِكَتْ ثَارَاتُهُ
أَغْلَالُ أَعْنَاقِ الْعِدَا أَسْيَافُهُ … أَطْوَاقُ أَجْيَادِ الْوَرَى مِنَّاتُهُ
وَلِلْعِمَادِ الْكَاتِبِ فِي الْمَلِكِ النَّاصِرِ يَرْثِيهِ:
مَنْ لِلْعُلَا مَنْ لِلذُّرَى مَنْ لِلْهُدَى … يَحْمِيهِ مَنْ لِلْبَأْسِ مَنْ لِلنَّائِلِ
طَلَبَ الْبَقَاءَ لِمُلْكِهِ فِي آجِلٍ … إِذْ لَمْ يَثِقْ بِبَقَاءِ مُلْكٍ عَاجِلِ
بَحْرٌ أَعَادَ الْبَرَّ بَحْرًا بِرُّهُ … وَبِسَيْفِهِ فُتِحَتْ بِلَادُ السَّاحِلِ
مَنْ كَانَ أَهْلُ الْحَقِّ فِي أَيَّامِهِ … وَبِعِزِّهِ يُرْدُونَ أَهْلَ الْبَاطِلِ
وَفُتُوحُهُ وَالْقُدْسُ مِنْ أَبْكَارِهَا … أَبْقَتْ لَهُ فَضْلًا بِغَيْرِ مُسَاجِلِ
مَا كُنْتُ أَسْتَسْقِي لِقَبْرِكَ وَابِلًا … وَرَأَيْتُ جُودَكَ مُخْجِلًا لِلْوَابِلِ
فَسَقَاكَ رِضْوَانُ الْإِلَهِ لِأَنَّنِي … لَا أَرْتَضِي سُقْيَا الْغَمَامِ الْهَاطِلِ
ذِكْرُ تَرِكَتِهِ، وَشَيْءٌ مِنْ تَرْجَمَتِهِ
قَالَ الْعِمَادُ وَغَيْرُهُ: لَمْ يَتْرُكْ فِي خِزَانَتِهِ مِنَ الذَّهَبِ سِوَى جُرْمٍ وَاحِدٍ