للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في القبر تستعصي على الخالقين) (١).

ثم يخاطب النار التي ضمت والده ساخرًا:

(يا لهب النار الذي ضمه

لاتَكُ بردًا، لا ترفرف سلام

في صدره النار التي كورت

أرضًا عبدناها وصيغت أنام) (٢).

ولا ريب أنه يستحق النار لعبادته الأرض من دون اللَّه.

أمّا إذا أردنا أن نرى لونًا من ألوان الوثنية والجاهلية في صيغة عصرية حديثية، فلنقرأ "ترتيلة البعث" لأدونيس والتي ينطرح فيها بخشوع وخضوع وتملق بين يدي "فينيق" الطائر الوثن، والاسم الذي اشتهرت به الأمة السامية الجاهلية الوثنية، التي يقال إنها كانت قبل الميلاد بألفي عام.

يقول أدونيس:

(فينيق يا فينيق

يا طائر الحنين والحريق

. . . لفتتك انخطافة وناظراك منجم

مسافر زمانك الغد الذي خلقته

زمانك الغد - الحضور السرمديّ في الغدِ

لموعد:

به تصير خالقًا به تصير طينة. . .

. . . فينيق أنت من يرى ظلامنا


(١) المصدر السابق ١/ ٣٩.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ١/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>