للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد نهلت من حواف مرمرك

سقايتي عن المدام والحباب والزبد

يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة

تبارك اللَّه الذي قد أبدعك

وأحمد اللَّه الذي ذات مساء

على جفوني وضعك. . .

تشابكت أكفاء واعتنقت

أصابع اليدين

تعانقت شفاهنا، واقترفت

في قبلة بليلة منهومه) (١).

هذا اعتراف صريح برذيلة الزنا وممارسة فاحشة باسم الحب، الذي تحول عندهم إلى مجرد مضاجعة شهوانية.

وعلى الرغم من وضوح المعنى في هذه المقطوعة بصورة قطعية، وإيضاح إحسان عباس لمضمونها الجنسي إلّا أن هناك من يتمحل الأعذار الباردة، ويحاول أن يؤول هذا الكلام تأويلًا تعسفيًا، وهو مع كل هذا التأول والتعسف لم ينف عن الشاعر الوقوع في الجريمة الأخلاقية، يقول مؤلف كتاب قضية الشعر الحديث بعد أن ذكر هذه المقطوعة: (إن المرأة التي يتحدث عنها الشاعر لم تكن مومسًا رخيصة تعطي جسدها لكل من يريده ويدفع الثمن، بل كانت امرأة عادية من نساء الغرب ذات كرامة وتهذيب، وهذه أيضًا حقيقة لن يسلم بها الذين لا يعرفون البيئة الغربية واختلاف تقاليدها ومقايسها الأخلاقية، فهم لا يستطيعون أن يصدقوا أن امرأة ليست من بائعات الهوى ولا من الساقطات المبتذلات ترضى بأن تحدث لها هذه


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٢١٣ - ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>