للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمراض التناسلية إلّا خطوة، فانظر كيف يتدهور الأديب على آخر الزمن، وقد وفيت أخبار السياسة حقها لعنها اللَّه وكلامك فيها يقع من نفسي موقع الحق والهوى معًا. . . تصور أنه انفجرت من أسبوعين قنبلة في شارعنا، وعلى بعد عشرين مترًا من بيتنا، وكان من نتائج ذلك أن بطلت حفظ الحشيش في البيت استعدادًا للتفتيش. . .) (١).

وإذا أردنا المزيد فلناخذ دراسة باروت عن ديوان "لن" لأنسي الحاج وفيها بيان لبعض أنواع الانحطاط الخلقي والفساد والرذائل، يقول باروت: (إن "لن" لأنسي الحاج. . . كتابة فضائحية، لقد كان ممكنًا لأنسي الحاج أن يسمي قصيدته "فقاعة الأصل" بـ "الاستمناء" لكأن فضائحية ذلك تذكرنا بعنوان "السحاقيات" العنوان الأصلي الذي وضعه "بودلير" لـ "أزهار الشر" فلقد أراد أنسي الحاج في "لن" أن يكون شاعرًا مارقًا ملعونًا منحطًا، أن يستوحي تلك الأخلاقية المخيفة عند "بودلير" و"الشعراء الملعونين" و"المنحطين" وأن يبحث عن الشعر في هول العيب، إذ أن توق أنسي الحاج ينصب على تحقيق "لذة اللعنة" ففي "فقاعة الأصل" أو "القصيدة المارقة" كما يسميها أنسي، يشخص فقاعات الأستمنائي "شارلوت" حيث يتبحر الملعون الخليقة، وهو يستمني، ويصل إلى لذة لعنته بالتحلل من القيم والمروق عليها) (٢).

ثم يورد باروت مقاطع من ديوان "لن" مليئة بالقذارة حيث يصف أنسي الحاج عملية الاستمناء، ثم يقول باروت: (بل إن الانتهاك الفضائحي لـ "الملعون يصل إلى درجة انتهاك الخطاب الوطني في مرحلة اتساع الدور الاجتماعي والسياسي لهذا الخطاب، واستقطابه قوى اجتماعية واسعة، ففي "نشيد البلاد" يجابه أنسي لذة "الخيانة" بعد أن جابه في "شارلوت" لذة "اللعنة" وهما في الآن ذاته لذة المروق والكشف عن انحطاط القيم وتفككها وتحللها:


(١) مجلة الدستور تاريخ ٢١/ ٨/ ١٩٨٩ م/ ١٤١٠ هـ: ص ٤٧ - ٤٨. وانظر: أدب نجيب محفوظ: ص ٥٢.
(٢) الحداثة الأولى: ص ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>