للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنني تزوجت بأكثر من رجل)

أعلّنا:

الزواج غبار) (١).

وهذه الإعلان الشيوعي الإباحي، يتوافق مع عقيدته الإلحادية، والتحرر الذي يدعو إليه، والذي -من خلاله- نظر إلى جبران خليل جبران كأحد المبدعين، وطليعة من طلائع الحداثة، يقول أدونيس في الثابت والمتحول (ولعل التحرر كما ينظر إليه جبران يتمثل أكثر ما يتمثل في التحرر الجنسي، وفي آرائه حول هذه المسألة ما يتيح لنا أن نقول إن جبران من رواد الثورة الجنسية المعاصرة.

يعتبر جبران أنه مدين بكل شيء "بكل ما هو أنا" كما يعبر، للمرأة، فهي فاتحة النوافذ في بصره، والأبواب في روحه، وهو يرى أن الجنس طاقة خلاقة، وأنه موجود في كل شيء في الروح كما في الجسد، ويتنبأ بأن آفاق الحرية الجنسية ستتسع بحيث سيجيء يوم تترك فيه العلاقة بين الرجال والنساء حرة فعلًا، ويكون بوسع الرجل فيه أن يقول للمرأة هل لك أن تعرفيني جنسيًا لمدة ثلاث ساعات ومن بعدها لا يتعرف واحدنا على الآخر من جديد؟، ثم له أن يقدم لها لقاء ذلك ما تريد كما يقدم لقاء الأشياء الأخرى، ومن أجل تعميق هذه العلاقة الحرة بين الرجل والمرأة، يقف جبران ضد الزواج، فعلاقة الزواج ليست خلاقة إلّا في حالات استثنائية نادرة) (٢).

ويُمكن لمن أراد تفصيلات حياة جبران في هذه القضية أن يعود إلى كتاب أضواء جديدة على جبران لتوفيق صائغ (٣).

وفي كتاب أحاديث عن جبران ذكر أحدهم أن مشاهير "نساء جبران"


(١) المصدر السابق ٢/ ٦٦٢.
(٢) الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ١٨٨.
(٣) انظر: أضواء جديدة على جبران: ص ٢٣ - ٤٦، ١٠٥ - ١١٤، ١١٧ - ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>