للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت خيمتي بستانًا من الكحل والأساور

وضميري مقبرة للأثداء المطعونة

كنت أتصرف بنذالة ثري شرقي

وأمارس الحب، بعقلية رئيس عصابة

وحين ضربني حبك على غير انتظار

شبت النيران في خيمتي

وسقطت جميع أظافري

وأطلقت سراح محظياتي

واكتشفت وجه اللَّه) (١).

فهذه مكانة المرأة عند نزار، وهذه نظرته إليها، بل هذا جزء يسير من كلام كثير مليء بالاستخفات والتدنيس للمرأة، ومع ذلك يسمونه شاعر المرأة، ويقول إحسان عباس بأنه أنصف المرأة!!.

ويُمكن أن يلاحظ أنه في استخفافه وإهانته للمرأة بجعلها مجرد ساحة لغزواته الجنسية، يمزج ذلك بالاستخفاف باللَّه تعالى كما في المقطوعتين السابقين، وهذا آت من مقصد خبيث ومن عقيدة نجسة، تتجلى في أن قباني لشدة عداوته للَّه تعالى وبغضه لدينه وشريعته، لايدع فرصة إلّا ولج منها إلى تنفيس هذه الضغائن الجاهلية، كما أنه في طرحه الدنس لقضية المرأة يواجه وضعًا اجتماعيًا فيه بعض الاحترام والتقدير للمرأة، وذلك من آثار الدين القويم في النفوس، ولذلك توجه قباني إلى أصل الدين بالاستخفاف والتدنيس والسخرية ليحطم البقية الباقية في أفئدة الذين يتلقون كلامه، ويقرأون كتبه، أو على الأقل يخفف من نفوسهم الإجلال والتقدير الواجب للَّه تعالى، فإذا حصل على هذا أمكنه أن يمارس امتهانه للمرأة على أي طريقة شاء.


(١) المصدر السابق ٢/ ٥٠٤ - ٥٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>