للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيظل يصيب، ومهما أحب سيظل يشعل الحرائق، ومهما انحط خلقيًا سيظل أعلى من عصره) (١).

ليس هناك تبجح أصرح من هذا، المنحط القذر والهابط النجس يرى أنه أعلى وأطهر وأفضل من المستقيمين الفضلاء النبلاء، ولا غرو فالمجنون يرى أنه أعقل من كل العقلاء، والزانية النجسة الخبيثة ترى أنها أفضل من العفيفات الطاهرات!!.

ومن النص السابق يُمكن تصور النفسية والعقلية التي يفكر بها أهل الملة الحداثية.

التخريب عندهم بناء، والإفساد لديهم هو عين الإصلاح، والانحطاط في عرفهم علو وارتفاع، والتبعية هي الاستقلال، والعبودية للغرب هي التحرر، وهكذا إلى آخر القائمة، التي توضح غاية الوضوح عنوان ومضمون الحداثة.

وفي إحدى المقالات عن الرواية العربية يتحدث عبد الرحمن منيف عن هموم الروائي العربي، ويعد منها "المحرمات" ومنها السياسة والعربي والجنس، ويدعو إلى تجاوزها لأنها حسب قوله: (مصالح أشخاص أو فئات أو طبقات قبل أن تكون ضرورة أو قداسة أو حاجة تعني الجماهير) (٢).

وفي الدراسة النقدية الدعائية التي أجراها إحسان عباس عن الشعر العربي المعاصر خصص فصلًا بعنوان "الموقف من الحب" بدأه بقوله: (نحن نعيش في عصر فرويد: جملة قد تحمل معاني عديدة وقد تكون فارغة من المعنى، ولكنها تشير إلى إنهيار الحواجز بين الحب والجنس) (٣).

ثم يذكر نزار قباني ويذكر نماذج من أقواله الجنسية وعباراته التي يكثر من تداولها.


(١) مجلة الناقد، العدد العاشر إبريل ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ١١.
(٢) الناقد، العدد ١٨ ديسمبر ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ١٤.
(٣) اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>