للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (١)، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)} (٢).

ورسالة الإنسان كله، روحه وعقله، وجسمه، وضميره وإرادته ووجدانه، وكل أعماله وعلاقاته.

ورسالة للإنسان في كل أطوار حياته، ورسالة للإنسان في كل مجالات حياته، وكل ميادين نشاطه البشري، منفردًا كان الإنسان أو مجتمعًا مع غيره، عاملًا لتقوية روحه، أو لتغذية جسده، ساعيًا في شأن آخرته أو شأن دنياه.

وشمول هذه الرسالة للنشاط البشري لا يقتصر على جانب دون جانب، فالإسلام لا يدع الإنسان وحده بدون هداية من اللَّه في أي طريق يسلكه، وفي أي نشاط يقوم به: ماديًا كان أو روحيًا، فرديًا أو اجتماعيًا، فكريًا أو عمليًا، دينيًا أو سياسيًا، اقتصاديًا أو أخلاقيًا.

ومن شمول الإسلام: شمول تعاليمه وأحكامه، يتجلى ذلك في شمول العقيدة التي تفسر كل القضايا الكبرى في هذا الوجود، وتجيب على الأسئلة التي تشغل الفكر الإنساني، في قضية الألوهية وقضية الخلق والمصير، وقضية النبوة والبعث، وعالم الغيب والشهادة.

والشمول في عقيدة الإسلام يتعلق بمصدرها وأدلتها وأحكامها ومتعلقاتها.

فلا يصح في عقيدة الإسلام أن يقول إنسان مّا: أنا مؤمن بالإسلام في شأن الشعائر والعبادات أو ما يسمى بالأحوال الشخصية، ولكن لا أؤمن بما جاء به في شأن النظام والتشريع.

فهذا رد للإسلام، وتناقض صارخ مع شموله، وكما أن عقيدة الإسلام شاملة فكذلك عباداته شاملة تستوعب الكيان البشري، فالمسلم لا يعبد اللَّه


(١) الآية ١٥٨ من سورة الأعراف.
(٢) الآية ١ من سورة الفرقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>