للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعبر عن ماديته وإلحاده ومضادته للوحي في قوله:

(أطلق سراح الأرض، وأسجن السماء. . .) (١).

ويسوق ألفاظ الهجاء الحداثي العلماني المعتادة ضد الدين والوحي وما ينبثق منها، فيصفها بالسلاسل والمسامير والقضبان، وهي رموز للتخلف والإرهاب الفكري، ثم يسخر بالمصطلحات الإسلامية الاعتقادية كالتقديس للوحي والتصديق به، والتسليم له، والإمساك عن ما أمسك عنه، وترك البدع والمحدثات، يقول:

(ثمة سلاسل، مسامير، قضبان

بشر بأقدام أربع تصهل وعلى اللجام أحلام وعطور

التقديس التصديق والعجز

السكوت، الإمساك الكف التسليم التسليم

ثمة أصوات تتعالى

البدعة البدعة! المحدث المحدث!

نبطل سنة قديمة

نرد للإنسان اسمه، ونبدأ

اقرع أيها الزمن اقرع) (٢).

وهذه ألفاظ لا تحمل معنى ألفاظ الهجاء الجاهلي القديم الذي كان يوجهه كفار العرب الأوائل ضد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وضد القرآن وقصارى أمر هذه الكلمات الألفاظ أنها كلمات شائهة هرمة لا وزن لها في ميدان النظر والحجاج.


(١) المصدر السابق ١/ ٤٠٥.
(٢) المصدر السابق ١/ ٥٤٦ - ٥٤٧. وانظر نحو ذلك في كلام لجابر عصفور في كتاب الإسلام والحداثة: ص ١٧٩ - ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>