للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثبوتها، من هنا يتضح أن عدم وجود أي سبب لدينا للشك في ثبوتها لا يُمكن أن يعني أنه لا يُمكن أن يوجد سبب للشك في ثبوتها، بمعنى آخر أن يمتنع لدينا عمليًا أو واقعيًا الشك في ثبوتها لا يعني امتناع الشك في هذا حتى من حيث المبدأ. . .، وإذا كان ممكنًا لكتاب ديني كالتوراة أن يكون موضوع عبث وتحريف، كما يصر عدد كبير من منظري الصحوة أنه يصدق فعلًا على التوراة، فما الذي يمنع من حيث المبدأ أن يصدق الشيء ذاته على أي كتاب ديني سواه؟. . .، وإذا صح تحليلنا إذن فلا مسوغ للقول بثبوت النصوص المعنية على نحو مطلق، وإذا كان الطابع المطلق للأحكام والقواعد الشرعية التي تشكل مدار نقاشنا مستمدًا من الثبوت المزعوم للنصوص المعنية على نحو مطلق، إذن لم يبق ثمة أساس لإسناد طابع مطلق لهذه الأحكام والقواعد) (١).

في هذا النص الصريح جحد ثبوت القرآن والسنة وإنكار ما يترتب عليها، وفيه الدلالة الواضحة على الموقف الحداثي والعلماني من الإسلام عقيدة وتطبيقًا، فقد بين أصول نظرته العلمانية في الإسلام وفي مصادر التشريع، ثم طرد ذلك على قضايا التطبيق في الواقع سعيًا إلى إثبات الاتجاه العلماني من خلال المحاولة الشبيهة ببيت العنكبوت لإزاحة الإسلام -العدو الأكبر للعلمانية- من الطريق، وإفساح المجال لفلسفات الإلحاد والعلمانية، أن تحل محل القرآن والسنة، وأن تكون لها القداسة في قلوب الناس مثل القداسة التي للوحي المعصوم، وهيهات هيهات دون ذلك أهوال!!.

ويعتبر عادل ظاهر أحد أبرز الرؤوس الرجيمة في تبني العلمانية والدفاع عنها وتسويق فكرتها بين المسلمين، ومحاربة خصمها الشديد القوي المتماسك "الإسلام" الذي هدم الوثنيات الجاهلية السابقة، ويستطيع هدم الوثنيات الجاهلية المعاصرة واللاحقة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ


(١) المصدر السابق: ص ٨٣ - ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>