للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي اللغة العربية، وفي كلتا الحالتين صار الإلهي بشريًا، أو تأنسن الإلهي (١).

٢٤ - تتحدث كثير من آيات القرآن عن اللَّه بوصفه ملكًا -بكسر اللام- له عرش وكرسي وجنود، وتتحدث عن القلم واللوح والكرسي والعرش -وكلها تساهم- إذا فهمت فهمًا حرفيًا في تشكيل صورة أسطورية عن عالم ما وراء عالمنا المادي المشاهد المحسوس (٢).

٢٥ - الصور التي تطرحها النصوص كانت تنطلق من التصورات الثقافية للجماعة في المرحلة الأولى للنصوص، ومن غير الطبيعي أن يصر الخطاب الديني في بعض اتجاهاته على تثبيت المعنى الديني عند العصر الأول، رغم تجاوز الواقع والثقافة في حركتهما لتلك التصورات ذات الطابع الأسطوري (٣).

٢٦ - الخطاب الديني المعاصر يناقض نفسه حين يعارض التأويل المجازي للنص القرآني؛ لأنه لا ينطلق من فهم علمي للنصوص، وذلك حين يرفض تأويل صورة الملك والمملكة وكل ما يساندها من صور جزئية كالعرش والكرسي، تأويلًا مجازيًا، ويتمسك بدلالالتها الحرفية تمسكًا يكشف عن الطابع الإيديولوجي له (٤).

٢٧ - الدلالات الجزئية للنص القرآني خاصة في مجال الأحكام والتشريع يسقطها تطور الواقع الاجتماعي التاريخي، وتتحول من ثم إلى شواهد دلالية تاريخية (٥)، ومن الدلالات التي أسقطها التطور التاريخي: أخذ الجزية من أهل الكتاب (٦) والرق والعتق (٧)، ومن النصوص التي يجب أن تعتبر دلالتها من قبيل الشواهد التاريخية النصوص الخاصة بالسحر والحسد


(١) المصدر السابق ٢/ ٣٩٠ - ٣٩١.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٣٩٢.
(٣) و (٤) المصدر السابق ٢/ ٣٩٢.
(٥) و (٦) المصدر السابق ٢/ ٣٩٤، ٣٩٥.
(٧) المصدر السابق ٢/ ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>