(١) قال أبو الوليد بن الفرضي في تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس ١/ ٣٩٨: «ولزم محمد بن عبد الله بن عبد الحكم للتفقه والمناظرة، وصحبه وتحقق به وبالمزني، وكان يذهب مذهب الحجة والنظر وترك التقليد، ويميل إلى مذهب الشافعي. أخبرني العباس بن أصبغ قال: حدثني محمد بن قاسم قال: قلت لأبي: يا أبت أوصني، فقال: أوصيك بكتاب الله فلا تنس حظك منه، واقرأ منه كل يوم جزءا، واجعل ذلك عليك واجبا، وإن أردت أن تأخذ من هذا الأمر بحظ - يعني الفقه - فعليك برأي الشافعي، فإني رأيته أقل خطأ». وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك ٤/ ٤٤٧: «وذكره ابن أبي دليم في طبقة المالكية فقال: كان يفتي بمذهب مالك. قال غيره: كان يتحفظ كثيرا من مخالفة المالكية. قال أحمد بن خالد: قلت له: أراك تفتي الناس بما لا تعتقد! هذا لا يحل لك. قال: إنما يسألونني عن مذهب جرى في البلد فعرفت فأفتيتهم به، ولو سألوني عن مذهبي أخبرتهم به. قال غيره: وكان قاسم إذا عير بميله إلى الحديث تمثل: وتلك شكاة ظاهر عنك عارها».