قوله تعالى:{وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ؛} أي تعقروها ولا تؤدوها، وذروها تأكل في أرض الله، فإنّكم إن تمسّوها بسوء، {فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ}(١٥٦).
قوله تعالى:{فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ}(١٥٧)،فعقروها واقتسموا لحمها، فبلغ ألفا وثمانمائة منزل، ثم أصبحوا نادمين على قتلها،
{فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ؛} في اليوم الثالث وهو يوم السّبت، صاح بهم جبريل فماتوا أجمعين، {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}(١٥٨)؛أي في إخراج النّاقة من الصّخرة، وفي إهلاكهم بعقرها علامة وعبرة لمن بعدهم ولم يكن أكثرهم مؤمنين،
قوله تعالى:{وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ؛} معناه: أتنكحون الذّكور حراما في أدبارهم، وتتركون ما أحلّ الله لكم من فروج نسائكم، {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ}(١٦٦)؛أي متجاوزون الحدّ في الظّلم والحرام.
قوله تعالى:{قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}(١٦٧)؛ أي لئن لم تسكت يا لوط عن الإنكار علينا وتقبيح أفعالنا لنخرجنّك من أرضنا.
{قالَ؛} لوط: {إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ}(١٦٨)؛أي لمن المبغضين، والقالي: هو الباغض للشّيء التارك له غاية الكراهة. قوله تعالى:
{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمّا يَعْمَلُونَ}(١٦٩)؛أي خلّصني وأهلي من عقوبة أعمالهم الخبيثة حتى لا نراهم ولا نرى أعمالهم الخبيثة،
{فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ}(١٧٠)؛أي خلّصناهم من العذاب الذي وقع بهم، وقوله تعالى {(فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ)} أي نجّيناه وبناته.