للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السّاعة جعل السدّ كسرا. ومن قرأ «(دكّا)» فمعناه أرضا منبسطة، يقال: ناقة دكّاء إذا لم يكن لها سنام، {وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} (٩٨)؛أي كان تقديره لخروجهم صدقا كائنا.

قوله تعالى: {*وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ؛} أي تركنا يأجوج ومأجوج يوم انقضاء أمر السدّ يموجون في الدّنيا مختلطين لكثرتهم، يقال: ماج الناس إذا دخل بعضهم في بعض حيارى كموج الماء، فيخرجون على الناس فيشربون الماء، يأكلون الدوابّ، ومن ظفروا به من الناس أكلوه، فاذا كثر فسادهم في الأرض بعث الله عليهم بعثا فيقتلهم فيموتون كموت الجراد.

وقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً} (٩٩)؛يعني النفخة الثانية التي تكون للحشر يحشر بها الناس من قبورهم، ويجمعون جمعا في الموقف.

قوله تعالى: {وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً} (١٠٠)؛أي وأظهرنا جهنّم يوم القيامة للكافرين حتى يروا فيها جزاء أعمالهم معاينة.

وقوله تعالى: {الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي؛} أي أظهرنا جهنّم حتى شاهدها الناس الذين كانت أعين قلوبهم في غطاء عن ذكري لما تراءى لها من الرّين والغشاوة، {وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} (١٠١)؛أي كان يثقل عليهم ذكر الله تعالى.

قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ؛} أي أيحسب الكفار أن ينفعهم اتّخاذهم عبادي مثل المسيح والملائكة الذين عبدوهم من دوني أربابا. قوله تعالى: {إِنّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً} (١٠٢)؛أي جعلناها منزلا ومأوى لهم، ومعدّة عندنا، كما يهيّأ المنزل للضيف.

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً} (١٠٣)؛أي قل لهم يا محمّد: هل نخبركم بالأخسرين أعمالا في الآخرة يعني كفار أهل الكتاب واليهود والنصارى؟ وقال عليّ رضي الله عنه: (هم الرّهبان والقسّيسون حبسوا أنفسهم في الصّوامع) وقيل: هم جميع اليهود والنّصارى،

<<  <  ج: ص:  >  >>