للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبله، وتصير الصّلاة نافلة] قيل له: أنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم غير مرّة ولا مرّتين ولا ثلاث وأربع ولا خمس (١).

قوله تعالى: {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} (٧٩)؛أي المقام الذي تحمد عاقبته، وهو المقام الذي يعطيه الله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيه لواء الحمد تجتمع تحته الملائكة والأنبياء، فيكون النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوّل شافع وأوّل مشفّع، قال ابن عبّاس: (وعسى من الله واجبة).ويعني بقوله {(مَقاماً مَحْمُوداً)} أي يعطيك الله يوم القيامة مقاما يحمدك فيه الأوّلون والآخرون شرف به على جميع الخلائق، والمقام المحمود مقام الشّفاعة، ومعنى {(يَبْعَثَكَ)} يقيمك.

وقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ؛} أي أدخلني المدينة وأخرجني من مكّة. وقيل: أدخلني في ما أمرتني به، وأخرجني من ما نهيتني عنه. وقيل: أدخلني مدخل صدق في جميع الأمور، وأخرجني مخرج صدق من جميع الأمور.

قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً} (٨٠)؛أي واجعل لي من عندك قوّة أمتنع بها عن من عاداني. وقيل: حجّة أتقوّى بها على إبطال سائر الأديان الباطلة.

وعن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين دخل الغار:

[أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق].وقال الضحّاك: (معناه أخرجني مخرج صدق من مكّة آمنا من المشركين، وأدخلني مكّة مدخل صدق ظاهرا عليها بالفتح)،وقال عطية عن ابن عبّاس: (أدخلني القبر مدخل صدق عند الموت، وأخرجني منه مخرج صدق عند البعث).وقيل: المعنى: أدخلني حيث ما أدخلتني بالصّدق، وأخرجني منه بالصّدق، أي لا تجعلني ممّن يدخل بوجه ويخرج بوجه آخر، فإنّ ذا الوجهين لا يكون أمينا عند الله.


(١) في الدر المنثور: ج ٥ ص ٣٢٤؛ قال السيوطي: (أخرجه الطيالسي وابن نصر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب والخطيب في تاريخه عن أبي أمامة ... وذكره بمعناه).

<<  <  ج: ص:  >  >>