للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المُبرِّد (١): كان العتبيُّ يحبُّ جاريةً تسمَّى: مَلك، فكتب إليها:

يا مَلْكُ قد صِرْتُ إلى خُطَّةٍ ... رضيتُ منها فيكِ بالضَّيْمِ

ما اشْتملتْ عيني على رَقدةٍ ... مُذْ غِبْتِ عن عَيْني إلى اليوم

فَبِتُّ مفتوق مجاري البُكا ... معطَّلَ العَيْنِ عنِ النَّوْم

ووجديَ الدَّهرَ بكم غُلْمَةٌ ... فالموتُ منْ نفسي على سَوْمِ

يلومُني النَّاسُ على حبِّكم ... والنَّاسُ أولى فيكِ باللَّوم

قال: فكتبت إليه:

إنْ تكُنِ الغُلْمَةُ هَاجتْ بكُمْ ... فعَالِج الغُلْمَةَ بالصَّوْم

لَيْسَ بك الحُبُّ ولكنَّمَا ... تَدُوْرُ منْ هذا على كَوْم

يقال: كام الفحلُ يكوم كوْمًا: إذا نَزا على الحِجْرَة. وأرادت هذه المعشوقة قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر الشَّباب! من اسْتطاع منكُم الباءَة فلْيَتزَوجْ؛ فإنَّهُ أغضُّ للْبَصَر، وأحْصَنُ لِلْفَرْج، ومَنْ لم يستطع؛ فعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وجاءٌ».

وقال أبو الحسن المدائنيّ (٢): هَوِيَ بعضُ المسلمين جاريةً بمكَّة، فأرادها، فامتنعت عليه، [١٢٥ أ] فقال على لسان عطاء بن أبي رباح:

سألتُ عطا المكِّيَّ هَلْ في تعانُقٍ ... وقُبلةِ مُشتاقِ الفؤادِ جُناحُ؟


(١) أخرج عنه الخرائطي (ص ٨٥)، والخبر مع الشعر في الموشى (ص ١٦٨).
(٢) أخرج عنه الخرائطي (ص ٨٦). وسبق تخريج الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>