للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأكثر أحاديث [١٠٥ أ] هؤلاء لها طرُق (١) شتى.

ثم ساق كثيرًا منها بإسناده.

وأما حديث أبي صالح عن أبي هريرة، فإنما يدل على استخراج الذرية وتمثيلهم (٢) في صُوَر الذرّ، وكان منهم حينئذ المشرق والمظلم. وليس فيه أنه سبحانه خلق أرواحهم (٣) قبل الأجساد وأقرَّها بموضع واحد ثم إنه يرسل كلَّ روح من تلك الأرواح عند حدوث بدنها إليه. نعم هو سبحانه يخُصُّ كلَّ بدن بالروح التي قَدَّر أن تكون له في ذلك (٤) الوقت. وأمَّا أنه خلق نفسَ ذلك البدن في ذلك الوقت (٥)، وفرغ من خلقها، وأودعها في مكانٍ معطَّلةً عن بدنها، حتى إذا أحْدَث بدنَها أرسلها إليه من ذلك المكان؛ فلا يدلُّ شيء من الأحاديث على ذلك البتةَ لمن تأمَّلَها.

وأمَّا حديث أُبيّ بن كعب، فليس هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وغايته لو صحَّ ــ ولم يصحَّ ــ أن يكون من كلام أُبيّ. وهذا الإسناد يروَى به أشياءُ منكرةٌ جدًّا مرفوعة وموقوفة. وأبو جعفر الرازيُّ وُثِّق وضُعِّف. قال علي بن المديني: كان ثقة. وقال أيضًا: كان يخلط. وقال ابن معين: هو ثقة. وقال أيضًا: يُكتب (٦) حديثه إلا أنه يخطئ. وقال الإمام أحمد: ليس بقوي في الحديث.


(١) في (ط) بعده: «كثيرة شتى».
(٢) (ق، ط، ن): «تمثّلهم».
(٣) (ب، ج، ن): «الأرواح».
(٤) (ط): «هذا».
(٥) «وأما .. الوقت» ساقط من (ط، ن).
(٦) في الأصل بعده فوق السطر: «عنه» ولعله زيادة من بعض القراء. وهي في (غ) في داخل المتن.