وبتخفيفها، وقرأ الكسائي بالتخفيف، والباقون بالتشديد وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ حسن، ومثله: من أنبأك هذا الْخَبِيرُ تامّ قُلُوبُكُما حسن هُوَ مَوْلاهُ كاف، عند يعقوب، وقال نافع: تامّ، لأنه انقضاء نعتهنّ، وما بعده مستأنف، يريد أن مولى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الله تعالى كقوله: نعم المولى ونعم النصير، ثم قال تعالى وجبريل على الابتداء والخبر ظهير: قاله أبو العلاء الهمداني، والأكثر على أن الوقف على: وصالح المؤمنين، ثم يبتدئ والملائكة ظَهِيرٌ كاف، ولا وقف من قوله: عسى ربه إلى قوله: وأبكارا، فلا يوقف على: منكنّ، لأن مسلمات وما بعدها صفة لقوله أزواجا وأبكارا معطوف على: ثيبات وهذا تقسيم للأزواج، وقيل: الواو في وأبكارا واو الثمانية، والصحيح أنها للعطف، ويجوز الوقف على: وأهليكم، وعلى: نارا، وفي ذلك نظر، لأن قُوا يتعدّى لمفعولين: الأول أنفسكم، والثاني نارا، فأهليكم عطف على: أنفسكم. ومعنى وقايتهم حملهم على الطاعة، فيكون ذلك وقاية بينهنّ وبين النار، لأن ربّ المنزل راع ومسئول عن رعيته وَالْحِجارَةُ حسن، ومثله: شداد. وقيل في قوله: عليها تسعة عشر، هؤلاء الرؤساء ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة، وقوّته أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيهوون في النار، لكل واحد تسعة عشر يدا، أصابعها بعدد من في النار ما أَمَرَهُمْ جائز، وانتصب ما أمرهم على البدل، أي: لا يعصون أمره ما يُؤْمَرُونَ تامّ الْيَوْمَ جائز. وقال نافع:
تامّ تَعْمَلُونَ تامّ نَصُوحاً كاف، على استئناف ما بعده. وقيل: لا يجوز، لأن قوله: عَسى في موضع الجواب لتوبوا الْأَنْهارُ جائز.
بعض الْخَبِيرُ حسن قُلُوبُكُما صالح وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ كاف ظَهِيرٌ تامّ، وكذا: وأبكارا وَالْحِجارَةُ كاف ما أَمَرَهُمْ مفهوم ما يُؤْمَرُونَ تامّ لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ صالح تَعْمَلُونَ تامّ نَصُوحاً كاف الْأَنْهارُ صالح